أدب الشاي

:يقول الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي الكبير رحمهما الله
 
دَعِ الْإِكْثَارَ مِن قَالٍ وَقِيلِ *** كَفَاكَ اللَّوْمُ بِالْكَلِمِ الْقَلِيلِ
 أَقِلْنِي إِنْ عَثَرْتَ عَلَى عِثَارِي *** فَخَيْرُ الصَّحْبِ كُلُّ فَتًى مُقِيلِ

 
وَإِلَّا تَزْدَجِرْ عَمَّا عَلَيْهِ *** جُبِلْتَ مِنَ التَّهَوُّرِ وَالصَّهِيلِ
 فَإِنِّي لَسْتُ مِنكَ وَلَسْتَ مِنِّي *** وَلَيْسَ رَعِيلُ خَيْلِكَ مِن رَّعِيلِ

وَلَسْتَ إِلَى لِقَاءِ اللهِ مِنِّي *** بِمَنزِلَةِ الرَّفِيقِ وَلَا الزَّمِيلِ
وَلَمْ تَكُ فِي الْحِسَابِ غَدًا كَفِيلِي *** وَلَا مَوْلَايَ أَنتَ وَلَا وَكِيلِي
تَلُومُ إِذَا تَعَاطَيْنَا كُؤُوسًا *** تُذَكِّرُنَا كُؤُوسَ السَّلْسَبِيلِ
تُحَاوِلُ أَن تُحَرِّمَهَا عَلَيْنَا *** فَلَيْسَ لِمَا تُحَاوِلُ مِن سَبِيلِ
تُرِيدُ عَلَى إِبَاحَتِهَا دَلِيلًا *** مَتَى احْتَاجَ النَّهَارُ إلَى دَلِيلِ
أُصُولُ الْحِلِّ عَدُّوهَا فَعَدُّوا *** نَبَاتَ الْأَرْضِ مِن تِلْكَ الْأُصُولِ
وَقَبْلَكَ مَلَّ فِيهَا الْقَوْلَ قَوْمٌ *** فَمَا أغْنَوْا بِذَلِكَ مِن فَتِيلِ
وَلَيْسَ اللَّوْمُ فِيهَا الْيَوْمَ إِلَّا *** أحَادِيثًا تُعَدُّ مِنَ الْفُضُولِ
وَإِنَّ لَهَا فَوَائِدَ وَاضِحَاتٍ *** يَرَاها كُلُّ ذِي نَظَرٍ أَصِيلِ
إزَالَةُ حِقْدِ ذِي الْحِقْدِ الْمُنَاوِي *** وَتَحْبِيبُ الْخَلِيلِ إِلَى الْخَلِيلِ
وَجَبْرُ خَوَاطِرٍ وَقَضَاءُ حَاجٍ *** وَمَعْرِفَةُ السَّخِيِّ مِنَ الْبَخِيلِ
وَفَوزٌ إِن تَعَاطَاهَا النَّدَامَى *** بِتَمْيِيزِ الظَّرِيفِ مِنَ الثَّقِيلِ
وَإِيقَاظُ النَّوَاظِرِ مِن كَرَاهَا *** وإِبْرَاءُ المُتَيَّمِ وَالْعَلِيلِ
وَزَادُ مُسَافِرٍ وَمَتَاعُ مُقْوٍ *** وَأُنسٌ فِي الْإِقَامَةِ والرَّحِيلِ
وَتُحْفَةُ قَادِمٍ وَسُرُورُ ءَاوٍ *** أَوَى حِينَ الْمَبِيتِ أَوِ الْمَقِيلِ
وَفَاكِهَةُ الشِّتَاءِ إِذَا تَأَذَّى *** وُجُوهُ النَّاسِ بِالشَّمَلِ الْبَلِيلِ
وَتُطْرِبُ مَنْ يُدَرِّسُ كُلَّ فَنٍّ *** وتُفْرِجُ كَرْبَ ذِي الْهَمِّ الدَّخِيلِ
وَتُسْلِي كُلَّ صَبٍّ مُسْتَهَامٍ *** عَنِ الْخَدَّيْنِ والطَّرْفِ الْكَحِيلِ
وَتَدْفَعُ ذَا التَّلَصُّصِ فَهْيَ أَغْنَى *** إِذَا دَفَعَتْ مِنَ السَّيْفِ الصَّقِيلِ
وتُرْضِي الْمُسْلِمِينَ وَفِي رِضَاهُمْ *** يُؤَمَّلُ أَنْ يُنَالَ رِضَا الْجَلِيلِ
وَحَسْبُكَ مِن فَوَائِدِهَا بِهَذَا *** دَعِ الْإِكْثَارَ مِن قَالٍ وَقِيلِ

:ــــ ويقول الشيخ سيدي باب رحمه الله
يقيم لنا مولاي والليل مقمر *** وأضواء مصباح الزجاجة تزهر
وقد نسمت ريح الشمال على الربى *** نسيماً بأذيال الدجى يتعثر
كؤوساً من الشاه الشهي شهية *** يطيب بها ليل التمام فيقصر
تُخُير من تجار طنجة شاهُها *** وخِيرَ لها من تلج وهران سكر
قواريرها والشاهُ فيها يزينها *** وقد زينته جوهر فيه جوهر
تعين على الخيرات من بات قانتا *** وتسعد في الأسمار من بات يسمر
ولا غرو إن طابت صنائع ماجد *** شريف، فماء العود من حيث يعصر

:ـــــ ويقول العلامة أبو مدين بن الشيخ أحمد بن سليمان الديماني رحمهم الله
ألا فاسقني كاسات شاي ولا تذر == بساحتها من لا يعين على السمر
فوقت شراب الشاي وقت مسرة == يزول به عن قلب شاربه الكدر
تخير حسان السمت عند شرابه == فللعين حظ لا يزول من النظر
وخلل شراب الشاي بالذكر واستعن == به في الليالي المظلمات على السـهر
ونادم خيار الصالحين فمـجلس == به صالح يقضى به غالب الـوطر
وغيب سوى من قد ذكرت وإن غدا == يرى الفضل فيمن عند مجلسه استقر
ترى مجلس الشايات في العين واحدا == فيختلف المعنى وتختلف الصور
ولا بد من إنشادك الشعر عنـده == ليطرب منك القلب والسمع والبصر

ـــــ  ويقول محمد سالم بن بدياه المجلسي رحمه الله :
إذا ما أقمت الشاي فاملأ لي الكأسا *** فإني بملئ الكأس لست أرى بأسا
ومستنــدي ” كأساً دهاقاً ” فإنــــه *** أتي في سياق المنّ فافهم ولا تنسـى
ولا تسقني إلا مع الشكل إننـــــي *** أطيب بشكلي إذ أنـــادمه نـفســـا

ـــــ ويقول محمد بن أحمد يوره الديماني رحمه الله :
سقيتموني كأساً لا شبيه لهــــــــــا *** في طيب نسمتها ما إن لها مثل
ما هي – لولا الذي تحويه من قصر- *** إلا سعاد غداة البين إذ رحلوا

 :ــــ ويقول – أيضاً – مخاطباً  مقيماً  اسمه المبارك  
بات ” المبارك ” يسقينا على طرب *** واللهو مجتمع والهم مفترق

:ـــــ ويقول محمد سالم بن بدياه المجلسي أيضا رحمه الله
إذا ما أقمت الشاي فاملأ لي الكأسا *** فإني بملئ الكأس لست أرى بأسا
 ومستندي ” كأساً دهاقـــاً ” فإنــــــــه    ***  أتى في سياق المن فاقرأ ولا تنـــسى