حوار ومساجلات شعرية

 

: المحبة في الله عز وجل

 :-  قال الشيخ سعد أبيه بن الشيخ محمد فاضل - رحمه الله تعالى - يخاطب الشيخ سيدي باب - رحمه الله - 

سلام سليم طيب رائق يحلُ === وليس له من دون حضرتكم أهلُ
ويقفوه توديعٌ لذيذ مشيعٌ === بأزكى تحيات غلتْ مالها مِثْـــــلُ
فموجبه الإعلامُ أنِّي مُحبكمْ === وإن نأتِ الأجسامُ وافترق الشمْلُ
وإن طالَ ماضَنَّ الزمانُ عن اللِّقا == وعاقَ عن المامُول من وَصْلك الفصْلُ
فمُنذُ بَلوْنَاكمْ وفُزْنا بِوَصْلكمْ === عٓتَبْنا الزمانَ المُنقضي ما بِه وَصْلُ


:ـــ فأجابه الشيخ سيدي باب - رحمه الله - في البحر والروي ، فقال

عُهودُكمُ محفوظة عندنا قَبْلُ === وَوُدُّكم لم نخْلُ منه ولا نخْلوا
وأَهلُ الهوى عند التباعد ربما === سَلَوا فإذا ذاقوا التواصلَ لم يسْلوا
وكُل تصاريف الزمان فإنهُ === سِوى فرْقة الأحباب مرْكبٰه سهْلُ
علَى أنه ما بَانَ خِلٌّ مُوَدِّعٌ ==== إذا لم تكن منه المودَّةُ تخْتلُّ
يعِزُّ علينا أن نُفارقَ معْشرا ==== لهُمْ عند اهلِ الفضْلِ يتَّضِحُ الفضلُ
خلائقهم تحْلوا إذا ما سبَرْتَهم === ونائلهم يغْلوا وهِمَّاتهم تعْلوا
على أكْؤس العِرْفان قِدْما تنادموا === فكَم نَهَلوا مِن صِرْفهن وكم عَلُّوا
يُشيِّعهم منا سلامٌ مُشيّع === بِأمْنٍ إذا ساروا وأمْنٍ إذا حَلُّوا
.ولا زال نوَّارٌ أنِيقٌ ودِيمةٌ === بِحيثُ انْتوَوا تحْدوا الرُّعودُ فتنْهَلّ    


 وقال الشيخ سعد أبيه مناصرة للشيخ سيدي باب

قل للمحاول شأو الشيخ سيدي لا **** تتعب لنفسك ذات الزيغ والأود

أتی بنبذة علم لا نظير لهـا **** کالدر إن برزت في سالف الأبد

لأنها جمعت أي الكتاب وما **** سن الرسول لنا في يومنا وغد

فاشدد يديك على نصوصها وعلى **** نقولها واحكها في كل ما بلد

شافه ولاتتكلم حال غيبته **** یا ناقلا جاهلا واکشف عن العضد

فأجاب الشيخ سيدي باب بقوله :

إن هذا التسلیم یا ناظریه **** أحسن الشيخ فيه سعد أبيه

بان في نثره الصواب وأما **** نظمه فالبيان قد بان فیه

   حاسدیه رويدكم قد تعبتم **** أقصروا عن مداه يا حاسديه

وانتقاص الشبيه غير شبيه **** في العلا كلها بغير شبيه.