تندوجه موطن الفضلاء ... ومدفن العظماء:
تندوجه منطقة صحراوية تقع في آوكار شمال أبي تلميت على بعد حوالي 70 كلم منها، استوطنها الشيخ سيدي الكبير رحمه الله مدة، وعقد بها مؤتمرا شهيرا، حيث استطاع ببصيرته النافذة، ورؤيته الواعية الفذة استشعار الخطر الاستعماري وسياساته التوسعية، فعمل على لمِّ شمل الإمارات وتوحيد صفوفها للوقوف في وجه الزحف الفرنسي القادم.
في هذا الإطار انعقد مؤتمر تندوجة برعايته سنة 1856م وحضر المؤتمر أمراء اترارزة ولبراكنة وآدرار وتكانت وذلك لتنسيق جهودهم وحل خلافاتهم السياسية الجانبية.
وعضد ذلك المجهود الداخلي بالتوجه للخارج بطلب العون من سلطان المغرب الذي كتب له رسالة يطلب منه العون بالكتب والسلاح.
توفي الشيخ سيدي الكبير بها ودفن سنة 1284هـ ـ 1868م.
وتوفي بها أيضا ابنه الشيخ سيدي محمد ودفن سنة 1286هـ.
ودفن عندها الشيخ سيد محمد الراجل ولد الداه ولد داداه يوم 17 شوال سنة 1360هـ  الموافق 7 نوفمبر 1941م.
 كما دفن بها ابنه الشيخ عبد الله ولد الراجل ولد داداه يوم الخميس21 جمادى الثانية 1394هـ ، الموافق 11 يوليو 1974م.
ودفن بها كذلك الشيخ محمد بن الشيخ سيدي المختار (اباه) سنة 1969م. وكذلك دفن عندها الشيخ أحمد ولد الشيخ سيدي باب في شهر سبتـمبر سنة 1949م، موافق ذي القعدة 1368هـ.
ودفن بها الرجل الفاضل الورع مولود ولد داداه ولد محمد مختار سنة 1953م مع والدته ذات الدين بنت منيه وجدته مريم بنت داداه ولد المختار ولد الهيبه. ودفن بها الشيخ يحيى بن الشيخ سيدي المختار(اباه) يوم الأربعاء 16 رجب سنة 1441هـ الموافق 11 مارس 2020م. 
ودفن بها الشيخ سيدي ولد الحكومة يوم الخميس 12 أغشت 2021م.
يقول العلامة الأريب والشاعر الأديب أبومدين بن الشيخ أحمدو بن سليمان في زيارة الشيخ سيدي الكبير وابنه الشيخ سيدي محمد بتندوجه رحم الله تعالى الجميع:  
على النجد من تندوج عوجوا فقد يجدي *** مرور ركاب العاشقين على النجد
وقد يشتفى من لاعج الشوق من رأى *** منازل من دعد بعيد  نوى دعد
خليلي هذا منزل الفضل فانزلا *** ولا تبعدا فالقرب خير من  البعد
ألم تريا  بدر الدجنة حوله *** مقيما بلحد والخليفة في لحد
كأنهما لم يسألا قط حاجة *** ولم يهبا مالا جزيلا بلا وعد
ولم يشربا كأس المعارف والتقى *** ولم يرفعا سمك الفضائل  والمجد
و لم يرقعا خرقا تفاقم أمره *** قد احجم قدما عنه ذو الحل والعقد
ألا أيها الشيخان هذا ابن فاقة *** يمت إليكم بالقرابة والود
أتى من بعيد زائرا متوسلا *** بجاهكما للواحد الصمد الفرد
يريد نجاح الأمر في كل مقصد *** وغفران ما يخفى قديما وما يبدي
وطول حياة لا تعاب بعلة *** مع الأهل والأولاد في خطة الرشد
وطول حياة الشيخ إن لنا به *** بعيدكما صبرا على الحادث  الإد
فقد حاز  ما خلفتماه وراثة *** وقد زاد في أشيآء تربو على العد
فلازلتما أمنا لدى كل أزمة *** ولازلتما مأوى السعادة والسعد
سقى الله من لحديكما كل صيب *** بمزن ملث الودق مرتجز الرعد.
كما وقف على ضريحي الشيخ سيدي الكبير وابنه الشيخ سيدي محمد العالم الزاهد الشاعر الهادي بن محمدي فقال : 
لله بيت لا يخيبُ سؤالُه *** فهو الأمانُ لسائل من خيبةِ
يا عيبة الأنوار فخرك ساطع *** لم تحوهِ فخرا جوانح عيبــةِ
بك حلَّ أهل الهيبَ حاضرةُ النـدَى *** أهل المكارم والعلا والهيبـةِ
فكأنهم أولاد شيبةَ في الندَى *** طفلُ الذؤابةِ مثلُ كهلِ الشيبةِ
لَا تحسبوا القومَ الحضورَ بغُيَّبٍ *** بعضُ الحضورِ مُشاكِلٌ للغَيبــةِ
إن رام زائرُك الموفقَ حاجــــةً *** كِيلَت حوائِجُه بأعظم وَيبــةِ.
كما وقف عليهما العالم الفاضل عبدالله بن محنض بابه بن عبيد فقال :
حَليُ الزمانِ وغُرةُ الإنسانِ *** وجميـعُ مَـا يُرجى مــن الإحسَـان
شمسانِ قَـد حَلاَّ ببرج واحـدٍ *** عجبا لبرجٍ حلَّه شمســــانِ.
وكتب إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي