الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن الشيخ سيدي باب


الفاضل النزيه ... والكيس النبيه:
هو الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن الشيخ سيدي باب نشأ في بيئة علمية أصيلة خاصة وعامة، فوالده العلامة الأديب والشيخ الأريب إبراهيم بن الشيخ سيدي باب هو مَن هو علما وورعا وتقى وزعامة وإصلاحا،  ووالدته السيدة الجليلة محجوبة بنت الداه بن السالم من النساء الفضليات المتميزات حفظا وتربية وأخلاقا، وقد ساعد ذلك على تكوينه العلمي المتين، فدرس القرآن الكريم، وتضلع من العلوم الشرعية واللغوية، وجمع بين ‌القديم ‌والحديث، والتقليد والمعاصرة.
التحق بالمدارس النظامية مع عمه ورفيق دربه الشيخ سليمان بن الشيخ سيدي باب رحمه الله، وانتقلا بعد ذلك إلى دكار لمتابعة الدراسة.
 كان ذا دين متين، وعقل رصين، عالما بالوقائع والأنساب، حافظا للتاريخ، راوية للأشعار، مع التمكن من اللغة الفرنسية كتابة ونطقا.
تميز بالاستقامة والأمانة، وصحة الخاطر، وجودة الفكر، وكمال المروءة، وعلو الهمة:
فاسأل جميع الناس هل حفظوا له *** من زلة حيث النهى تستزلق
هل ريءَ منه سوى الرضى عند القضا *** أو كظم غيظ أن جفاه الأحمق.
هل ريء يوماً راغباً في منصب *** أو باب ذي جاه وجود يطرق.
كان حسن الأخلاق، جميل المعاملة، صلباً في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، نظيف العرض.
غريبا في الوقار والحصافة، بعيدا عن الريب، متمسكا بعرى النزاهة، وانقباضا مع المداخلة، مالكا أزمّة الهوى، شديد الشفقة، كثير الصدقة والمواساة، جميل العشرة، كثيف ستر الحيا، قوي النفس، رابط الجأش، ممتع المجالسة، متوقد الذهن، أصيل الإدراك.
 وكان فكره جسرًا بين التراث الغابر، والواقع الحاضر، والذي أخذ من القديم أنفعه، ومن الجديد أصلحه، ووفق بين الثبات والتطور، وبين الأصالة والمعاصرة:
وبجملةٍ فالشيخُ فذُّ زمانه *** وبصالح السلف الأوائل ملحق.
وَكَيف لَا يكون كَذَلِك وَالْولد سر أَبِيه فَلَا يستغرب إِن زهى بفرعه وفضله، إِذْ مرجع كل شَيْء على الْحَقِيقَة إِلَى أَصله:
مَعَ كرم شيم وطباع *** وَحسن سمت وانطباع.
كان الشيخ إسماعيل بن إبراهيم رحمه الله مثقفا محبّاً للاطلاع، يشغل فراغه بما يفيده، حريصاً على سماع أخبار المسلمين في الراديو، مع ‌حصافة العقل وذكاء الفهم.
وكان أعمامه يستشيرونه في بعض المسئوليات الهامة، ويشاركهم في تحمل أعبائها، ويسعى معهم من أجل لم الشمل، وتوحيد الكلمة، ومساندة الضعفاء، ومواساة الفقراء، وإغاثة الملهوفين، والقيام بالمصالح العامة.
وقد أبدى كفاءة وتفانيا في سبيل ذلك كله.
هذه جمل يسيرة هي غيض من فيض سيرته وأحواله، ومن عرف الشيخ وعايشه أذعن بفضله، واعترف له بمكانته السامقة، ومنزلته السامية.
عاش حميدا وتوفي سعيدا.
توفي يوم 5 أكتوبر سنة 2016م.
رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته:
يا رب أكرم نزله وأنله ما *** قد كان من سعة العطا يتحقق
يا رب خلقك يشهدون بأنه *** الأصدق الأوفى النصوح المشفق
يا رب صدّق فيه قول مؤرخ: *** (بمقام صدق حل هذا لأصدق).
وكتب إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي