الشيخ محمد بن أبي مدين


حازَ في العلم كلَّ معقول علم *** ثمَّ منقولِ حافظٍ وأمينِ

مَنْ رجاهُ فليس يُخُفِقُ مَسْعَا *** هُ ولا ينثني بخُفَّيْ حُنينِ

دُمت فينا إمام سُنَّةِ علمٍ *** منه تحيي المفروض بالمسنونِ

أنت فيه للمؤمنين أمير *** بيقينٍ مِنَ المحال يقيني

هو ‌علامة ‌زمانه، وفريد عصره، ولوذعي أوانه، ‌إمام ‌الحديث في وقته، وأعرفُ الناس بعلومه: الشيخ محمد بن أبي مدين بن الشيخ أحمدُ بن الشيخ سليمان الديماني الشمشوي.

وأمه فاطمة الزهراء ( بَــدِّ ) بنت الشيخ سيدي باب بن الشيخ سيدي محمّد بن الشيخ سيديّ الكبير.

ولد في شهر المحرم سنة 1322 هجرية، الموافق لشهر إبريل من سنة 1904م، في نواحي بتلميت.

نبت في تربة معالم العلم والفضل والشهامة والسيادة، ونشأ في حجر التقى والنبل والريادة، وشدا بين سحر البيان ونحوه، نهل من معين والده أبي مدين رحمه الله حتى ‌ارتوى من صافي أدبه وأخلاقه.

يقول الأديب والمؤرخ المختار بن حامد في مدح أبي مدين :

فما قلنا بنـوء كذا مطرنا ***  أبى الإيمان ذاك لنا إباء

ولـكـنـا ليمن الغـوث قلنا ***  بيمن الغوث، هذا الغيث جاء

 تربى الشيخ محمد بن أبي مدين في حضن جده لأمه مجدد السنة ومحيي الملة الشيخ سيدي باب, الذي عكف عليه تدريسا وتعليما وتكوينا، وكان يلزمه بالمطالعة الدائمة للكتب الموجودة في مكتبته، كما كان يحبه ويجتبيه، ويقربه ويدنيه.

‌اغترف من حِيَاض معارفه نمير الْحَقَائِق، واقتطف من رياض آدَابه ثَمَرَات اللطائف وَالرَّقَائِق

بعد وفاة جده الشيخ سيدي باب يناير 1924م التحق محمد بمحظرة سيبويه عصره العلامة يحظيه ولد عبد الودود، فأخذ عنه علوم اللغة والأدب، وعن كبار تلامذته من أمثال: العلامة محمد عالي ولد عبد الودود والعلامة ممُّو الجكني ومكث فيها حوالي سنتين.

وعند ما شب عن الطوق، وبلغ أشده واستوى، أنشأ محظرة تعليمية في مكان إقامته، على الكثيب الشرقي لأبي تلميت، واشتغل بالتدريس والتعليم، فقصده طلبة العلم والتحصيل من كل مكان، فأفاد وأجاد، واستفاد منه الكثير من الناس

يا فارس العلم بالحديث ويا *** من على فكيه روضة أنف

وزعت بالزهد والقناعة والاحمال *** زرعا ثماره الشرف

الشَّيْخ الإِمَام، البارع الْهمام، افتخار الْأَنَام، جمال الْإِسْلَام، ركن الشَّرِيعَة، نَاصِر الملة، أسد السنة، ‌قامع ‌الْبِدْعَة، جَامع أشتات الْفَضَائِل، قدوة الْعلمَاء الأماثل، الآخذ من كل فن بأوفر نصيب، الراعي في كل علم مرعاه الخصيب، سيد العلماء الجلة، وصفي أئمة الملة.

 كان رحمه الله من محاسن العصر، وأفراد الدهر، مُنكِبا على تحصيل العلوم في جميع الأوقات، قويّ الحفظ، سريع الفهم، عالي الهمة، صحيح الذهن، بدر التمام، الجامع بين المعقول والمنقول، والحقيقة والشريعة، بأوفر محصول، المتفق على علمه وصلاحه وهديه، السيد الزكي الفهامة القدوة، الذي قل سماح الزمان بمثله أبدًا.

ماذا يقول الواصفون له *** وصفاتُه جَلَّتْ عن الحصر

هو حُجَّة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر

هُوَ آيَة فِي الْخلق ظَاهِرَة *** أنوارها أربت على الْفجْر

أحد الأفراد العلية، في جميع الفنون الشرعية، حامل لواء السنة، وداحض شبه البدعة، سيف اللَّه المسلول على أهل البدع, والأهواء الذائعة، معدن العلم، وزناد الفهم، إليه كانت الإحاطة بالحديث وفنونه، وحفظ رواياته ومعرفة متونه، ونظم أنواعه ووصف فنونه، وعليه المعول في حل مشكلاته وفتح مقفلاته, هو فاروق وقته في القيام بالحق, ومدفعة أهل البدع بالصدق, ناصر السنة المحضة, والطريقة السلفيَّة

حلف الزمان ليأتينّ بمثله *** حنثت يمينك يا زمان فكفّر

كان -رحمه اللَّه- آية اللَّه في تحقيق العلوم، والاطلاع المفرط على النقول, والقيام الأكمل على الفنون بأسرها, جمع بين الرّواية والدّراية، وشآ في المعارف كلّ شأو وغاية.

له القدم الراسخ، والرحب الواسع في كل مشكل، وفضائله كثيرة، ومزاياه مشهورة.

قال رحمه الله في قضية التفويض والتأويل :

 إن الصحابة والتابعين أصح نظراً ممن جاء بعدهم،  وقد امتنعوا عن التأويل، والله عز وجل يقول: «ليس كمثله شيء وهو السميع البصير»، ويقول سبحانه وتعالى: «الرحمن على العرش استوى" ، ونحو ذلك،

فنؤمن بما جاء في الآيات القرآنية ولا نؤولها، ونكل أمرها إلى الله سبحانه .

أما الغلو، والتأويل، فلسنا مكلفين بهما، قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله ـ الإستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ومثل ذلك ما قال أحمد بن حنبل وسفيان الثوري.

وقد نظم هذا المعنى في أبياته التالية، حيث يقول :

لـكـنـمـا الـسـلـف فـي سـواهـا *** فوض مـمـا اشـتـبـه اشـتـبـاهـا

مع جهله الـكـيـف وتـنـزيه الإله *** عن كل تشبيه بـكـل مـا سـواه

وفي طـريـق الـسـلـف الـنـجـاة *** فهي لكـل مـسـلـم مـنـجـاة

فإن يـفـوضـوا نفوض ومتى *** أول جمعهم نؤول یافتی.

 وَاسْتمرّ ــ رحمه الله ــ يترقى لمزيد ذكائه حَتَّى سَاد وَأبْدى، وَعَاد وَظَهَرت نجابته ونباهته، واشتهر فَضله وبهر عقله، مَعَ حسن خلقه وخلقه، وَنور خطه ومتين ضَبطه، وَشرف نَفسه وتواضعه، وَشدَّة انجماعه وصيانته، وديانته وأمانته وعفته، ولم يزل على طريقته المثلى عاكفاً على الافادة والاستفادة إلى أن توفي رحمه الله.

كان كعبة الآمال، وقبلة الأعمال، ذا المراتب المكينة، والوقار والسكينة.

يقول الشيخ هارون بن الشيخ سيدي باب رحمه الله: (... ومن الغرائب التاريخية أن الشهر الذي غادر فيه آخر حاكم فرنسي البلاد شهر أغشت سنة 1960م، صليت فيه أول جمعة في بتلميت بأمر الشيخ عبد الله بن الشيخ سيدي باب وأمها الشيخ محمد بن أبي مدين، واستمرت من ذلك التاريخ إلى الآن أول يوم من مارس عام 1969م). اهـ.


يقول الشيخ محمد بن أبي مدين رحمه الله حاثا على التمسك بالوحيين، والرجوع إليهما، ناهيا عن التقليد الأعمى:

بسم الإله ربنا والحمد *** له على آلائه وبعد

فالرحمة المهداة الأنام *** من ربهم هي النبي التهامي 

الحاشر العاقب هادي الأمه *** شفيعنا أحمد جالي الغمه 

صلى عليه الله في الأشياع *** كالآل والصحب وكالأتباع

والثقلان كلهم في مغرب *** أو مشرق من عارف ومن غبي

ليس لهم إلا الضلال والصخب *** إن تبعوا غير النبي المنتخب 

وما لهم عند الإله البر *** إن تبعوا غير النبي من عذري

فلا وربك لذلك يشهد *** وإن تطيعوه الجوابُ تهتدوا 

أولى بكل مومن ومومنه *** من نفسه كما الكتاب بينه 

ومالهم خيرة مهما قضى *** من أمرهم إلا القبول والرضى

وفي خلاف أمره يقينا *** قد جاءنا فليحذر الذينا 

وأبوا عبد الإله مالك *** والشافعي والإمام الناسك

أبو حنيفة الأجل والرضى *** أحمدنا سيف الحديث المنتضى

وغيرهم من علماء السلف *** أهل المذاهب هداة الخلف 

قد جاءنا عنهم من التشديد *** ما يزجر المرء عن التقليد 

وهو أي التقليد أخذ قيل *** من ليس معصوما بلا دليل 

واليوم أكملت بلا امتراء *** أنزلها الله من السماء

على الذي أرسلـه لنتبعـه *** قبـل وجـود هـؤلاء الأربعـة

وكـل حـكـم جـاءنـا في النـص *** لا ينسـب الأمـر لأي شخـص

بـل إنما ينسب للإلـه *** أو للـرسـول الصـادق الأواه

والبـذل للـوســع مـن المجتهـد *** في واقـع منصـوصـه لم يجد

حـد اجتهـاد واضـح مهـذب *** وقـولـه مـن بعـد ذاك المذهـب

والله في كتـابـه لم يـوجب *** ولا الرسول قفـو أي مـذهـب

بـل المذاهـب وتقسيـم الورى *** إلى اتباعهـا ابتـداع قـد طـرى

وأننـي للنجـم والأصحــاب *** ولشيـــوخـه وللأتــــــــــراب

من علمـاء أمـة البشيـر *** أخـو وداد وأخـو تـوقير

وكيف لا وهـم شيـوخـي الأولى *** بعلمهم ودينهـم نـالـوا العلى

فــإن رووا عـن النبي سننا *** فهم ثقـات علمـاء أمنـا

وإن خلـت آراهـم مـن شـافـع *** من الدليـل فـالإمام الشـافـعـي

أنـزلها في الحكـم مثـل الميتة *** وحكـم تي قد جاءنـا في الآيـة

وإن بـدا منهـا خلاف للـذي *** قد جاءنـا عـن النبي فلتنبـذي

کما به قـد أمـر الأئمـة *** وهـل يسـوغ غير ذا للأمـة

فإن يك الخارج عن رأي خفي *** دليلـه عـن قـائـل ومقتـف

إلى دليـل جـاء في القــرآن *** أو للـذي أخـرجـه الشيخـان

قد استحـق نـبـزه بـالخارجـي *** أني بحمد الله غيـر الخـارج

لأنني إن ظهر الدليـل *** إن شـاء رب العرش لا أميـل

لمذهب أو لطـريـق صـوفي *** حسبي طـريـق المصطفى العطـوف

وذلـك الفـرض علـي وعلى *** كـل امـرئ مكلـف قـد عقلا

فلسـت عـن غير النبي أسأل *** ان يعلني بعـد الممات الجنـــدل

وعنـد حشري وليس يشفـع *** في ســــــــــواه، أســـــــــــواه أتبـع

كلا وحـق الملـك الديـان *** لا أقتفي الدهـر سـوى العـدنـاني

بل ليت شعري لدى الحساب *** عـن عمـل بـالـرأي مـا جـوابي

عسى الذي مَـنَّ علي فهـدَى *** يغفـر لي إن آتـه فـرداً غـدا

ويبـدل الأثـام مني بـالمنـح *** من فضله وقد عفـا وقـد صفـح

فهو الكـريم ذو الأيـاد المرسلـة *** لا رب غيـره ولا شريـك لـه.

كان عفيفاً، حسن السرية، كثير العبادة، سليم الجانب، غزير الفضل، وافر العقل، حسن السيرة، كثير العبادة، متوددا سخي النفس، جوادا سمحا، دينا ‌كثير ‌الصدقات وَالإِحسَان، كَامِل المُروءة.

أثنى عليه غير واحد من العلماء واعترفوا بفضله وعلمه ومكانته 

قال عنه العلامة بداه بن البوصيري: إنه العالم المحدِّث السُني السَّني.

 وقال المؤرخ الأديب المختار بن حامد :

"سافرت معه للمشاركة في ندوة الحسن الثاني بالمغرب، و ألقى محاضرات ودروسا إسلامية على نهج الشّلف، وناظر العُلماء، ودعا إلى التمسُّك بالكتاب والسنة، وإتباع ما كان عليه السَّلف"

وقال فيه العلامة محمد سالم ولد عدود:

سعى آباؤك العُظماء شوطاً *** ونلتَ الشّوط بالرَّكض الحثِيث 

وفاتُوا في القَديم معاصِريهم *** وفُتَّ رجالَ عَصرك في الحَديث 

يقول فيه العلامة تقيُ الدين الهلالي المغربي :

"هو العلامة السَّلفي المحدث الأصولي المفسِّر الأديب الشاعر المتفنِنُ، وهذا الرجل نادرة زمانه يحتاج إليه أساتذة الأزهر، وأساتذة الجامعة الإسلامية بالمدينة، وكل جامعة عربية، لا أقول الطلبة، بل الأساتذة" ومن سوء حظ العرب في هذا الزمان: عموم الجهل والتقليد فيهم، وسَيْرِهم على صراط معوجّ؛ لأنهم لا يعتبرون العلم، وإنما يعتبرون الشهادات المُزَيَّفة التي يحصل عليها كثير من الدوابّ! فيتسنّمون أعلى المراتب في الجامعات، وهم صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ، فوالله الذي لا إله إلا هو لو ظفر بهذا الرجل أساتذةُ الجامعات في أوروبّه؛ لاستفادوا من علمه، وبذلوا النفس والنفيس في خدمته، ولكن كما قلنا: من ضلالات العرب أنهم يتركون العين ويطلبون الأثر! باعتمادهم على الشهادات، فهم كما قال الشاعر:

ولو لبس الحمار ثياب خزّ * لقال الناس يا لك من حمار

فكذلك الجاهل إذا أخذ الشهادة من الجامعة يقول الناس: يالك من عالم! وإذا لم تكن له شهادة يقول أشباه الناس: يالك من جاهل!.

وقال تلميذه النجيب محمود بن أحمد وفقه الله: الشيخ محمد بن أبي مدين، رحمه الله، عالم محدّث، ولُغوي شهير، وقد درست عليه مصطلح الحديث، وهو من أبرز الدعاة السلفيين في عصره، ومن أقواهم ردودا على المبتدعة الضُّلاّل، وهو سبط الشيخ باب ولد الشيخ سيديا وخِرِّيج مدرسته، وقد نهج نهجه في اتباع السنة، كما أنه تأثر بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وبكتب ابن قيم الجوزية ----- وكان له نشاط بارز في الدعوة السلفية في عدد من الأقطار الإسلامية اهـ.

وقال صديقه الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله: إنه عالم سلفي العقيدة، رد على المبتدعة وبيّن أخطاءهم، وكانت في مكتبتي قصيدة جيدة له تناول فيها الرد على الأشاعرة اهـ.

انتسب رحمه الله إلى سلك التعليم سنة 1941م, حيث كان مدرسا في أول مدرسة ابتدائية في بتلميت, وظل يدرس في هذه المدرسة إلى أن تم افتتاح معهد بتلميت الإسلامي سنة 1959م, الذي بناه ودشنه الشيخ عبد الله بن الشيخ سيدي باب, فتم اختياره لتدريس مادة الحديث النبوي, وظل مدرسا فيه حتى وافاه الأجل.


بالإضافة إلى هذا، كان رحمه الله عضوا باللجنة الوطنية العليا للشؤون الإسلامية، وشارك في ندوتي 1961م و 1962م، كما سافر في عدة مهام رسمية إلى تونس والسعودية سنة 1965م، و إلي ليبيا 1972 و 1976م.

كما شارك طيلة شهر كامل في الدروس الحسنية سنة 1976م بدعوة من العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني.

ألف العلامة الشيخ محمد بن أبي مدين في الحديث والعقيدة والتفسير والأدب وقرض الشعر الفصيح ويُنسب له بعض الكِيفَانْ الغزلية الشعبية في شبابه.

كان الشيخ محمد بن أبي مـديـن ـ رحمه الله ـ كثير الترحال في الأقطار الإسلامية، مولعاً بحج بيت الله الحرام، وزيارة المسجد النبوي الشريف، وقد أدى مناسك الحج ثماني مرات، وكان يغتنم هذه الفرص لاستجلاب الكتب، وإلقاء المحاضرات، والدروس، في الأماكن التي يزورها، وخاصة في الحرم المدني، وكانت دروسه غالباً في بيان عقيدة السلف، والرد على أهل البدعة، وفي الحديث النبوي وعلومه.

وقد نال سمعة طيبة في نشاطه في الدعوة السلفية، ولا سيما في المملكة المغربية، التي ترتبط بها موريتانيا ارتباطاً علمياً ودينياً بعيد المدى, فقد كان يزورها من حين لآخر, ويلقي فيها المحاضرات, ويشارك في الملتقيات العلمية والثقافية, على المستوى الشعبي والرسمي.

له تصانيف كثيرة ومؤلفات مشهورة منها:

 شن الغارات على أهل وحدة الوجود ومعِية الذات.

 نظم في إختلاف العلماء في رؤية النساء ربَّ العزة في جنّة عدن، -جواب حول مسألة التوسُل بعنوان : الوسيلة،

 تفسير سورة الفاتحة

ــ تبيين حكمة تقديم السَّمع على الأبصار في الآي والأخبار

 الصوارم والأسنة في الذّب عن السنة: طبع عدة مرات.

ـ  تحرير المسألة في الإختلاف في البسملة 

 رسالة في مناسك الحج 

-   نظم في بعث الحَكمين بين الزَّوجين 

 نظم في أحكام شَعر الإنسان

 الدُر المفُوظ في أجوبة الشيخ المحفوظ

الأمالي في أجوبة أسئلة محمّد بن محمد اليدَّالي.

 فتوى في جواز دراسة الفرنسية وغيرها.

 جواب على سؤال في مسألة غزو الفضاء

 فتوى في زكاة السُفن 

ــ شرح ألفية العراقي 

 ترجمة ناصر الدِّين وحرب شرببَّ

ــ نزهة الرّاني في ترجمة الشيخ سيديّ الثاني.

غزوة بدر الكبرى 

 نظم في إختلاف العلماء في فتح مكة، هل وقع صلحاً أم عنوة 

- تسهيل الوُرود إلى تحفة المودُود في المقصور والممدُود لابن مالك.

 نظم في الإجتهاد والتّقليد 

 الطُرفة المليحة في أخبار المنيحة 

ــ نظم في الشُهداء 

 نظم في الجهر بالذكر 

ترك الشيخ محمد بن أبي مدين كذلك تراثا شعريا لابأس به في مختلف الأغراض.

توفي الشيخ محمد بن أبي مدين ليلة الإثنين 8 نوفمبر 1976م.

ودفن بمقبرة البعلاتية، في بتلميت.

 تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه

                          *********

لقد دفن الأقوام أروع لم تكن *** بمدفونةٍ طول الزمان فضائله

سقى جدثاً هالت عليه ترابه *** أكفهم طل الغمام ووابله

ففيه سحابٌ يرفع المحل هديه *** وبحر ندىً يستغرق البر ساحله

يمر على الوادي فتثني رماله *** عليه، وبالنادي فتبكي أرامله

سرى نعشه فوق الرقاب وطالما *** سرى جوده فوق الركاب ونائله

فما مات حتى نال أقصى مراده *** كما يستسر البدر تمت منازله.

            وكتب إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي