عطاء بن أبي رباح


هو أبو محمد عطاء بن أبي رباح أسلم - وقيل سالم - بن صفوان مولى بني فهر أو جمح المكي، وقيل إنه مولى أبي ميسرة الفهري، من مولدي الجند؛ كان من أجلاء الفقهاء وتابعي مكة وزهادها، سمع جابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وخلقاً كثيراً من الصحابة، رضوان الله عليهم، وروى عنه عمرو بن دينار والزهري وقتادة وملك بن دينار والأعمش والأوزاعي وخلق كثير، رحمهم الله تعالى وإليه وإلى، وإلى مجاهد انتهت فتوى مكة في زمانهما. قال قتادة: أعلم الناس بالمناسك عطاء. وقال إبراهيم بن عمر ابن كيسان: أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحج صائحاً يصيح: لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح، وإياه عنى الشاعر بقوله:

سل المفتي المكي هل في تزاورٍ … وضمة مشتاق الفؤاد جناح

فقال معاذ الله أن يذهب التقى … تلاصق أكبادٍ بهن جراح فلما بلغه البيتان قال: والله ما قلت شيئاً من هذا  .

وحكي عن وكيع قال: قال لي أبو حنيفة النعمان بن ثابت: أخطأت في خمسة أبواب في المناسك بمكة فعلمنيها حجام، وذلك إني أردت أن أحلق رأسي، فقال لي: أعربي أنت قلت: نعم، وكنت قد قلت له: بكم تحلق رأسي فقال: النسك لا يشارط فيه، اجلس، فجلست منحرفاً عن القبلة، فأومأ لي باستقبال القبلة، وأردت أن أحلق رأسي من الجانب الأيسر، فقال: أدر شقك الأيمن من رأسك، فأدرته، وجعل يحلق رأسي وأنا ساكت فقال لي: كبر، فجعلت أكبر حتى قمت لأذهب فقال: أين تريد قلت: رحلي فقال: صلي ركعتين وامض، فقلت: ما ينبغي أن يكون هذا من مثل هذا الحجام إلا ومعه علم، فقلت: من أين لك ما رأيتك أمرتني به فقال: رأيت عطاء بن أبي رباح يفعل هذا.

وحكي عن خليفة بن سلام عن يونس قال: سمعت الحسن البصري ذات يوم في مجلسه يقول: اعتبروا من المنافق بثلاث، إن حدث كذب، وإن اؤتمن خان وإن وعد أخلف، فبلغ ذلك عطاء فقال: قد كانت هذه الخلال الثلاث في ولد يعقوب، حدثوه فكذبوه، وائتمنهم فخانوه، ووعدوه فأخلفوه، فأعقبهم الله النبوة فبلغ الحسن فقال: {وفوق كل ذي علم عليم} .

وكان أسود أعور أفطس أشل أعرج، ثم عمي، مفلفل الشعر. قال سليمان بن رفيع: دخلت المسجد الحرام والناس مجتمعون على رجل فاطلعت فإذا عطاء بن أبي رباح جالس يحدثهم.

وَكَانَ من أعلم النَّاس بالمناسك وَكَانَ جليل الْقدر شهير الذّكر حج سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ فَلَمَّا قدما مَكَّة أَتَوْهُ فِي بعض الْأَيَّام فوجدوه قَائِما يُصَلِّي فقعدوا فِي انْتِظَاره حَتَّى فرغ من صلَاته ثمَّ جعلُوا يسألونه عَن الْمَنَاسِك وَهُوَ يُجِيبهُمْ غير مُخْتَلف وَلَا هائب فَلَمَّا فرغ سُؤَالهمْ حول وَجهه عَنْهُم فَقَامَ سُلَيْمَان وَأمر ابنيه بِالْقيامِ فَلَمَّا ولوا عَنهُ قَالَ لابْنَيْهِ يَا ابْني لَا تنيا فِي طلب الْعلم فَإِنِّي لَا أنسى ذلنا بَين يَدي هَذَا العَبْد الْأسود.

وَقَال عَباس الدُّورِيُّ  ، عَنْ يحيى بْن مَعِين: كَانَ عطاء معلم كتاب.

وَقَال الدَّارَقُطْنِيُّ: قال خالد بن أَبي نوف عن عطاء: أدركت مائتين من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.

وَقَال أَبُو داود، عن سفيان الثوري، عن عُمَر بْنِ سَعِيد بن أَبي حسين، عن أُمِّه: أنها أرسلت إلى ابن عباس تسأله عن شئ ,فقال: يا أهل مكة تجتمعون علي وعندكم عطاء؟ ! وَقَال قبيصة عن سفيان عن عُمَر بن سَعِيد، عن أُمِّه: قدم ابن عُمَر مكة فسألوه فقال: أتجمعون لي يا أهل مكة المسائل وفيكم ابن أَبي رباح؟ !

وَقَال بشر بن السري، عن عُمَر بن سَعِيد، عن أُمِّه: أَنَّهَا رأت النبي صلى الله عليه وسلم في منامها فقال لها: سيد المسلمين عطاء بن أَبي رباح.

وَقَال أبو عاصم الثقفي: سمعت أبا جعفر يقول للناس وقد اجتمعوا عليه: عليكم بعطاء هو والله خير لكم مني.

وَقَال محبوب بن محرز القواريري، عن حبيب بن جزء: قال لنا أبو جعفر: خذوا من حديث عطاء ما استطعتم.

وَقَال أسلم المنقري  ، عَن أبي جعفر: ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء.

وَقَال عبد العزيز بْن أَبي حازم ، عَن أبيه: ما أدركت أحدا أعلم بالحج من عطاء بن أَبي رباح.

وَقَال أبو حفص الأبار، عن ابن أَبي ليلى: دخلت على عطاء بن أَبي رباح فجعل يسألني، فكأن أصحابه أنكروا ذلك وَقَالوا: تسأله؟ قال: ما تنكرون؟ هو أعلم مني. قال ابن أَبي ليلى - وكان عالما بالحج: قد حج زيادة على سبعين حجة. وَقَال: وكان يوم مات ابن نحو مئة سنة، ورأيته يشرب الماء في رمضان ويقول: قال ابن عباس: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيرا فهو خير له) إني أطعم أكثر من مسكين.

وَقَال عبد الله بن وهب ، عن مالك: قال عَمْرو بن دينار ومجاهد وغيرهما من أهل مكة: لم يزل شأننا متشابها متناظرين حتى خرج عطاء بن أَبي رباح إلى المدينة فلما رجع إلينا استبان فضله علينا.

وَقَال عبد الله بن إِبْرَاهِيم بْن عُمَر بْن كيسان  ، عَن أبيه: أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحج صائحا يصيح: لا يفتي الناس إلا عطاء بن أَبي رباح، فإن لم يكن عطاء، فعبد الله بن أَبي نجيح.

وَقَال عبد العزيز بن أَبي رباح، عن ربيعة: فاق عطاء أهل مكة في الفتوى.

وَقَال همام، عن قتادة: قال لي سُلَيْمان بن هشام: هل بالبلد، يعني مكة - أحد؟ قلت: نعم، أقدم رجل في جزيرة العرب علما. قال: من؟ قلت: عطاء بن أَبي رباح .

وَقَال محمد بن سعد، عن موسى بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يزيد بْن زريع، عَنْ سَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة، قال محمد بن سعد: أحسبه عن قتادة، قال: إذا اجتمع لي أربعة لم التفت إلى غيرهم ولم أبال من خالفهم: الحسن، وسَعِيد بن المُسَيَّب، وإبراهيم، وعطاء. قال: هؤلاء أئمة الأمصار.

وَقَال ضمرة بن ربيعة ، عن عثمان بن عطاء الخراساني: كان عطاء  أسود شديد السواد ليس في رأسه شعر إلا شعرات في مقدم رأسه، فصيحا إذا تكلم فما قال بالحجاز قبل منه.

وَقَال سفيان بن عُيَيْنَة ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أمية: كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم يخيل إلينا أنه يؤيد.

وَقَال سفيان الثوري ، عن أسلم المنقري: جاء أعرابي يسأل فأرشد إلى سَعِيد بن جبير، فجعل الأعرابي يقول: أين أبو محمد؟ فقال سَعِيد: ما لنا ها هنا مع عطاء شئ.

وَقَال عبد الحميد الحماني، عَن أبي حنيفة: ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء بن أَبي رباح ولا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته قط بشيءٍ من رأيي إلا جاءني فيه بحديث وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم لم ينطق بها.

وَقَال يحيى بن سليم الطائفي ، عن محمد بن عبد اللَّهِ بْنِ عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ بن عفان: ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء بن أَبي رباح إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر، وهم يخوضون، فإن تكلم أو سئل عن شيء أحسن الجواب.

وَقَال أيوب بن سويد الرملي ، عن الأَوزاعِيّ: مات عطاء بن أَبي رباح يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس، وما كان يشهد مجلسه إلا سبعة أو ثمانية.

وَقَال سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل: ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله غير هؤلاء الثلاثة: عطاء، وطاوس، ومجاهد.

وَقَال يحيى بن سَعِيد، عن ابن جُرَيْج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة.

وَقَال إسماعيل بن عياش: قلت لعَبد الله بن عثمان بن خثيم: ما كان معاش عطاء؟ قال: صلة الإخُوان ونيل السلطان.

وَقَال الرياشي، عن الأَصْمَعِيّ: دخل عطاء بن أَبي رباح على عَبْد الْمَلِك بْن مَرْوَان وهُوَ جالس على سريره وحواليه الأشراف .

 وروي عن الوليد بن محمد الموقري عن الزُّهْرِيّ. قال: قدمت على عبد الملك بن مروان، فقال: من أين قدمت يا زهري؟ قال: قلت: من مكة. قال: فمن خلفت يسودها وأهلها؟ قال: قلت: عطاء بن أَبي رباح. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي. قال: فبم سادهم؟ قال: قلت: بالديانة والرواية. قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا. قال: فمن يسود أهل اليمن؟ قال: قلت: طاوس بن كيسان. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي. قال: فبم سادهم؟ قال: قلت: بما ساد به عطاء. قال: إنه لينبغي ذلك. قال: فمن يسود أهل مصر؟ قال: قلت: يزيد بن أَبي حبيب.

قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال قلت: من الموالي. قال: فمن يسود أهل الشام؟ قلت: مكحول. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي عبد نوبي اعتقته امرأة من هذيل. قال: فمن يسود أهل الجزيرة؟ قال: قلت: ميمون بن مهران. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي. قال: فمن يسود أهل خراسان؟ قال: قلت: الضحاك بن مزاحم. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي. قال: فمن يسود أهل البصرة؟ قال: قلت: الحسن البَصْرِيّ. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالي. قال: ويلك فمن يسود أهل الكوفة؟ قال: قلت: إبراهيم النخعي. قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من العرب. قال: ويلك يا زهري فرجت عني والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها. قال: قلت: يا أمير المؤمنين إنما هو دين من حفظه ساد، ومن ضيعه سقط .

قال عثمان بن عطاء الخراسانيُّ - رحمه الله تعالى - :

انطلقت مع أبي نُريد هشام بن عبدالملك (الخليفة) فلمَّا قربنا إذا بشيخٍ على حمارٍ أسود عليه قميصٌ دَنِس ، وجُبّةٍ دنِسة ، وقلنسوة لاطِئةٌ دنسة ، وركاباه من خشب ، فضحكتُ منه ، وقلت لأبي: مَن هذا الأعرابي ؟ قال: اسكت ! فهذا سيّدُ فقهاء الحِجاز عَطَاء بن أبي رباح.

فلمَّا قرُبَ مِنَّا نزل أبي عن بغلته ، ونزل هو عن حماره ، فاعتنقا وتساءلا ، ثم عادا فركبا وانطلقا حتَّى وقفا على باب هشام.

فما استقرَّ بهما الجلوس حتى أُذِنَ لهما ، فلمَّا خرج أبي قلت له: حدّثني ما كان منكما.

قال: لمَّا قيل لهشام: إن عَطَاء بن أبي رباح بالباب أذن له ، فواللهِ ما دخلتُ إلَّا بسببه. فلمَّا رأه هشام قال: مرحبًا مرحبًا ، هَهُنا ، هَهُنا ، ولا زال يقول له: هَهُنا هَهُنا ، حتَّى أجلسه معه على سريره ( عرشه ) ، ومسَّ بركبته ركبته - وعنده أشرافُ النَّاس يتحدثون فسكتوا.

فقال له: ما حاجتك يا أبا محمد ؟

قال: يا أمير المؤمنين ، أهل الحرمين أهلُ الله وجيرانُ رسوله تُقَسَّم عليهم أرزاقهم وأُعطياتهم.

قال: يا غلام اكتب لأهل مكة والمدينة بعطاياهم وأرزاقهم لِسنَة.

ثم قال: هل من حاجةٍ غيرها يا أبا محمد ؟ قال: نعم ، يا أمير المؤمنين ، أهلُ الحجاز وأهلُ نجد هم أصلُ العرب ، وقادةُ الإسلام ، ترد فيهم فضولَ صدقاتهم. قال: نعم. يا غلام اكتب بأن تُردَّ فيهم فضول صدقاتهم.

هل من حاجةٍ غيرها يا أبا محمد ؟

قال: نعم ، يا أمير المؤمنين ، أهلُ الثغور يَرُدُّونَ من ورائكم ، ويقاتلون عدوّكم ، تُجرِي لهم أرزاقًا تدرُّها عليهم ، فإنَّهم إن هلكوا ضاعت الثغور !.

قال: يا غلام ، اكتب بحمل أرزاقهم إليهم. هل من حاجةٍ غيرها يا أبا محمد ؟

قال: نعم ، يا أميرَ المؤمنين ، أهل ذمتكم ( اليهود والنصارى ) لا يُكلَّفون ما لا يُطيقون ، فإنَّ ما تجبونه منهم معونةً لكم على عدوكم.

قال: نعم ، يا غلام ، اكتب لأهل الذمة بألا يُكلَّفوا ما لا يُطيقون ! هل من حاجة غيرها يا أبا محمد ؟

قال: نعم ، اتَّقِ الله في نفسك ، فإنَّك خُلِقتَ وحدك ، وتموت وحدك ، وتُحشر وحدك ، وتحاسَبُ وحدك ، ولا والله ما معك مِمن ترى أحد ! فأكبَّ هشام ينْكُثُ في الأرض ، وهو يبكي ، فقام عطاء.

فلمَّا كنا عند الباب إذا برجلٍ قد تبعه بكيسٍ لا أدري ما فيه ، فقال: إنَّ أمير المؤمنين أمر لك بهذا.

فقال: { وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبّ الْعَالَمِينَ } .

وَإِلَيْهِ انْتَهَت الْفتيا فِي مَكَّة بعد ابْن عَبَّاس بِحَيْثُ كَانَ فِي زمن بني أُميَّة يأمرون فِي الحجيج أَلا يُفْتِي النَّاس إِلَّا عَطاء فَإِن لم فعبد الله بن أبي نجيح وَلما بلغه قَول الشَّاعِر … سل الْمُفْتِي الْمَكِّيّ هَل فِي تزاور … وضمة مشتاق الْفُؤَاد جنَاح

فَقَالَ معَاذ الله أَن يذهب التقى … تلاصق أكباد بِهن جراح … قَالَ وَالله مَا قلت ذَلِك وَكَانَ يحب الصَّلَاة مَعَ الْجَمَاعَة على كل حَال وَيَقُول بَلغنِي عَن ابْن مَسْعُود قَالَ سَيكون عُمَّال لَا يصلونَ الصَّلَاة لمواقيتها فَإِذا فعلوا ذَلِك فصلوها لمواقيتها فَقيل لَهُ هَل لَا تَنْتَهِي إِلَى قَول ابْن مَسْعُود قَالَ الْجَمَاعَة أحب إِلَيّ مَا لم يفت الْوَقْت وَكَانَ بَعْدَمَا كبر إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة قَرَأَ فِيهَا بِقدر مئتي آيَة وَمَا تَزُول قدماه عَن موضعهما بحركة وَلَا غَيرهَا.

وَسُئِلَ عَن قوم يشْهدُونَ على النَّاس بالشرك وَالْكفْر فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ للسَّائِل أَنا أَقرَأ عَلَيْك نعت الْمُؤمنِينَ ثمَّ نعت الْكَافرين ثمَّ نعت الْمُنَافِقين ثمَّ قَرَأَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم {الم ذَلِك الْكتاب لَا ريب فِيهِ هدى لِلْمُتقين} حَتَّى بلغ قَوْله {عَذَاب أَلِيم} وَقَالَ إِن من كَانَ قبلكُمْ كَانَ يكره فضول الْكَلَام وَمَتى تكلم بِغَيْر كتاب الله أَو أَمر بِمَعْرُوف أَو نهى عَن مُنكر أَو حَاجَة فِي إصْلَاح دينه ودنياه مِمَّا لَا بُد لَهُ مِنْهَا عد ذَلِك فضولا أتنكرون {إِن عَلَيْكُم لحافظين كراما كاتبين} وَإِن عَن الْيَمين وَعَن الشمَال قعيد مَا يلفظ من قَول إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيب عتيد أما يستحي أحدكُم وَقد نشرت عَلَيْهِ صَحِيفَته الَّتِي قد أمْلى صدر نَهَاره أَكثر مَا فِيهَا لَيْسَ من أَمر دينه وَلَا دُنْيَاهُ.

وَقَال أبو المليح الرَّقِّيّ : مات عطاء بن أَبي رباح سنة أربع عشرة ومئة. فقال ميمون: ما خلف مثله

 وقيل سنة خمس عشرة ومائة، وعمره ثمان وثمانون. رحمه الله رحمة واسعة.


وكتب: إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــ 

المصادر والمراجع:

تهذيب الكمال في أسماء الرجال لأبي محمد القضاعي الكلبي 

المعرفة والتاريخ  ليعقوب بن سفيان الفسوي

طبقات ابن سعد

سير أعلام النبلاء للذهبي

وفيات الأعيان لإبن خلكان.

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي.