أولاد انتشايت تاريخ حافل ومجد أثيل

من معشرٍ ‌حازوا علًا ومجدا *** وسؤددًا ونائلًا ورفدا
جلَّت بأن تحصر أو تعدَّا *** قد ورث الأبناء فيها الجدَّا.
بيت الفضل والكرم الأصيل والشهامة والإباء والسيادة: 
أولاد انتشايت الذين ينتسبون إلى  إلى جدهم انتشايت بن امرابط مكه بن أبييري بن محمد بن عبد الجبار بن كروم بن ملوك بن بركني بن هداج بن عمران بن عثمان بن مغفر بن أدي بن حسان الذي يرتفع نسبه إلى جعفر الطيار رضي الله تعالى عنه.
 الفضلاء النجباء الأماجد، أحد أهم أفخاذ أولاد أبييري. 
بقوة عزم، وحسن تبصر، ونزاهة نفس، وعلو همة، ‌حازوا فضيلة العلم والسياسة بما لهم من حسن استعداد، وقوة إدراك، وسعة اطلاع، وغزارة فهم، وصدق فراسة.

أنجبوا الكثير من العلماء والوجهاء والمصلحين والشعراء والأدباء والمفكرين والسياسيين، ولعبوا أدوارا مهمة في البلاد:‌
حازوا سياستها شادوا رئاستها *** مشايخاً وكهولاً ثم شبانا.
وفيهم حرارة الإيمان، وحماسة الاقتناع، ظهر منهم علماء وقضاة عدول، ‌وساسة فحول، كان ‌لهم ‌الفضل في النمو والعطاء، ولا تزال أسماؤهم خالدة، تضيء في جبين الدهر، وفاقوا غيرهم بما امتازوا به من النخوة والشجاعة والوفاء والعزة والإباء.

ومن بيوتاتهم: 
أولاد عيسى بن انتشايت ويلقب: ( بوخاييل )، أهل البشير، وأهل حيمدان،  وأهل ابنُ، وأهل العيدي، وأهل سيدي عمر.
أهل آبو: ومنهم أهل سيديا ولد آبو، وأهل القاضي ولد آبو، وأهل أباه ولد آبو.
أهل الهيبه: ومنهم: أهل الشيخ سيدى الكبير، وأهل داداه، وأهل المصطفى، وأهل الطالب.
أهل الفغ عبيد: ومنهم أهل منيه، وأهل سيدي عالي، وأهل سيد ولد احمدو.
وأهل محمد غالي ومنهم أهل داداه، ولدحرمه ولد محمد مختار، وأهل متال، وأهل بابي.
أهل عبدالله ومنهم أهل السالم، وأهل سيداحمد ( اكليل العار)، وأهل سيد محمود، وأهل ببكر أي أهل باهيني، وأهل ءاكه، وأهل الطالب ولد عبد الجليل، ومنهم أهل أمينُ، وأهل أبي، وأهل محمدي.
معشر أدّبتهم أنفسهم، ورفعتهم هممهم، وأعلتهم قلوبهم وألسنتهم، فلم يزل حباء الله فيهم وحباؤهم في أنفسهم، حتى رفع لهم الفخر، وبلغ بهم أشرف الذكر: 
فلو أنّ السماء دنت لمجد *** ومكرمة دنت لهم السّماء
هم ‌حازوا من الشّرف المعلّى *** ومن كرم العشيرة حيث شاءوا.
ومن قممهم وساداتهم: الهيبه ولد أحمد دوله ولد أبابك ولد انتشايت، وأمه اخويديجه وتلقب أمْ حينَّه بنت( بِتِّف) واسمه المصطف ولد الفغ أحمد، من الكبراء المعروفين، والعلماء الصالحين، والشيوخ العارفين.وعندما ظهر فيهم إبنهم الشيخ سيدي الكبير اجتمعوا حوله وفرحوا به وقدموه، وكانوا الركيزة التي ارتكز عليها.يقول هارون بن الشيخ سيدي باب رحمه الله في كتابه الأخبار: ( ... ومن عند أهل محنض نلل توجه - أي الشيخ سيدي الكبير- إلى حي من أولاد انتشایت عند اگچچو بیر قديمة قرب ابلمهاريز في آتكُور، وكان أرسل إليهم قبل أن ياتيهم أن يجتمعوا في مكان كثير الماء عذبه، فوجد منهم حيا فيه أخوه الكبير أحمد محمود الملقب داداه وهو إذ ذاك شيخ مسن، ومعه خيمة أخيه محمدُّ وقد توفي رحمه الله قبل قدومه عليهم ... ففرحوا به غاية الفرح وتلقوه بالبر والترحيب وأتاه أخوه داداه يُهَادَى بين أولاده وقال له: الأولاد والعبيد وقطيع البقر هدية لك، وقال الشيخ سيدي فيه: إن أخي هذا ووالدي يعني داداه المذكور قد برأه الله تعالى من داء الحسد يوم خلقه. 
وكان الداه الذي هو سيديا يقرأ القرآن على سيد المختار إدابهم في تكانت، فما هو إلا أن يعلم بقدوم عمه الشيخ سيدي، فينحدر إليه مسرعا، ويتعلق به ويسكن معه، ويخدمه الخدمة التامة بأنواعها مدة حياته. 
وكان أخوه المختار مع محنض بابه بن اعبيد يقرأ عليه العلم، وقد حصّل ماعنده، فـخـاطبـه محنض بابه قائلا له هل علمت أن عمك قدم شـيـخـا؟ فلم يزد على أن انطوى من المجلس وكر مسرعا إليه ولصق به ولا لصوق البلسكاء بالثياب ...).
وكان الشيخ سيدي الكبير يبجل أهله وعشيرته أولاد انتشايت، ويعظمهم، ويفتخر بهم، ويدعو الله لهم أن يصلح أمرهم ويرفع شأنهم، ويأمرهم باتباع السنة، والتوافق، والغنى بالله تعالى، وبحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبفضله عمن سواه.
ومن قوله في رسالة إلى عشيرته أولاد انتشایت: (... ومما ينبغي أن تتنبه له وتنبه عليه غيرك أن هذه العلائق التي علق الله بنا من المسلمين لم يحملهم على التعلق بنا إلا طلب النفع والاستدفاء بدفئنا والاستظلال بظلنا و استجلاب سائر المنافع واستدفاع جميع المضار بحرمة حريمنا وجاهنا لحسن ظنهم بنا، فلا أقل من أن نمسك عنهم شرنا، إذا لم ندفع عنهم شر غيرنا، فإن لهم من الحقوق علينا، ما نعجز عن القيام بعشر العشر منه ...).
وأرسل لبقية أولاد انتشایت بالقدوم عليه في حومة بتلميت قبل أن يكون فيها البئر التي حفرها، وكان حي منهم في حومة شكار، وطائفة منهم عند انتُجي منها أحمد محمود بن محمد مختار، وكان والده محمد مختار ذا سياسة معروفة، وهو الذي نصح الشيخ سيدي بالاشتغال بالعلم، فارتحلوا إليه جميعا، وكانت مساكن أولاد انتشايت في القديم ( شهْلَ ) و ( أكُمَّاط )، وفي ذلك تقول المغنية الشهيرة بنت اجَّيْرِ تمدحهم وتشيد بهم: 
كَانِت شَهْلَ مَاهِ سَهْـلَ ...   الْبَيْظَ والحُمْرْ الثِّنتيْنْ 
يِنصَاعْ الظَّيفْ إِلَ لِخـلَ ...  أيُعطش من مَّاهُمْ فِي الحـينْ
وكُمًّاطْ المَ فيهْ اغْـلَ ... وَاَيْرِشْ وَابُوطْ اتَنْدِلِّيـنْ
أُلَ لاَهِ تِخْلِكْ خَصْـلَ ...  حَسِينَ لِلطَّامِعْ مِسْكِينْ
يَغيرْ امْنَينْ اكْثـِرْ لِبْلَ ...   أَعَادْ الْمَعْرُوفْ ابْلاَ مُعِينْ
وُالزَّهْرَ فِيهِ الْ فِي الْكِبْـلَ ...     وُسَوَاوْ أوْجُوهُ الاثنَينْ 
جَاتُ حَمَّالِينْ الثَّكْـلَ ... في الشَّرْ أفِي الخَيْرْ افُمْنًينْ
أُوْلادْ انتَشَايِتْ الاَعْلَ ... اعِمْرِتْ بِيهمْ لَبلادْ إلَيـْنْ
عَادِتْ سَهْلَ بيهِمْ شَهْـلَ ... بِالْخَصْلَ وَالْحَسْنَ وَالدِّينْ.
وأولاد انتشايت قوم عرفوا بكرم طبعهم، ولين أخلاقهم عند التجربة، وشمول إحسانهم، وكثرة ‌محاسنهم، فمآثرهم حسنات ظاهرة، وأنفاسهم زكية طاهرة، ولا تفي بوصف ‌محاسنهم عبارة.

يقول فيهم االمختار بن حامدن رحمه الله:
لوأن المجد يسأل من أبوه *** ونسبته لقال أنا انتشائي
أبي وأبو أبي وأبو أبيه ***  جميعهم انتشائي الانتشاء
ويعلم من أتى حلبات شأوي ***  بأن الإنتشائي في شاء
مباري الإنتشائي في يهوي ***  هوي الدلو تسلم بالرشاء.


ومناقبهم ‌أكثر ‌من ‌أن ‌تعد، وفضائلهم لا تحصى ولا تحد.

اشتهر ذكرهم، وعلا شأنهم، وظهر أمرهم:
قوم إذا ذكروا لم تلق بينهم *** إلا هماماً تردى المجد واتزرا
صيد غطارفة غر لبابهم *** تأوي الصناديد والحكام والوزرا.
ومن جهابذة علمائهم، وكبار ساستهم ومفكريهم:
العالم الجليل والورع الصالح: سيديا بن اشفغ عبيد، الذي درس على المختار ولد بونه الجكني، وكانت له مشاركة في احمرارية ولد بونه التي تعرف بالجامع بين التسهيل والخلاصة المانع من الحشو والخصاصة وهو نظم في النحو، يربو على ألف بيت عقد فيه من تسهيل بن مالك ما لم يذكر في الألفية، ومزجه بها مزجا دقيقا، يعرف لدى الطلاب بالاحمرار، وله عليه تعليقات تعرف بالطرة.
والمصلح الاجتماعي الكبير، والقائد المتمرس: منيه ولد اشفغ عبيد.
والعلامة الفاضل، والشيخ العارف، التقي الْأمين: سيديا الملقب ( الداه ) بن العلامة الشهم أحمد محمود الملقب ( داداه )، أمه السيدة الفاضلة عائشة بنت سيديا بـن اشـفغ عبيد دفينة تامرزكيت، توفي سنة 1270ه ودفن بالبعلاتية.
والقاضي العلامة سيد المختار بن أحمد محمود بن محمد مختار الملقب "مُتَّالْ" المولود سنة 1252 هـ الموافق 1838م، وقد أخذ عن الشيخ سيدي الكبير، الذي تنبَّه باكرا إلى نجابته وسرعة فهمه، وقد مَارَسَ القاضي مُتَّالْ الإفتاء و القضاء خمسين عاما إلى أن تُوفي سنة 1336هـ، الموافق 1917م ودُفن  بالبعلاتية، رحمه الله.
والقاضي الكبير، والعلامة الشهير: سيد محمد ( الراجل ) بن الداه بن داداه بن المختار بن الهيبه، وأمـه مريم بنت أحمـد بن محمذ حبيب الله الملقب آبو بن محمذ بن أحمد دوله، ويلقب سيد محمد بن الداه (الراجل) وقد اشتهر بهذا اللقب، ولد سنة 1265هـ.توفي سنة 1360هـ، الموافق 7 نوفمبر 1941م، ودفن بتندوجه.
والعالم العلامة، الحبر الفهامة، الشيخ العارف: عبد الله بن الراجل بن الداه بن داداه، توفي في يوليو 1974م، ودفن بتندوجه.
والرجل الشهم، والحكيم المتميز: الراجل ولد البشير .  
والحكيم صاحب الرأي والمشورة:  أحمد بابُ. 
والسياسي المحنك، المشهود له بالحكمة والنظرة الثاقبة، والذي كان الشيخ سيدي باب يأخذ برأيه: سيد محمد ولد سيديا. 
والمصلح الاجتماعي، صاحب الفضل والنبل: سيد أحمد ولد السالم.
ورجل المواقف، مَن عرف بثباته ورباطة جأشه: سيديا ولد حيمدان.
والسيد الشهم: الداه ولد السالم.والقاضي المحرر، والموثق الكبير: حمدو ولد اكليل العار.
والأب المؤسس لموريتانيا: الرئيس السابق المختار ولد محمدن ولد داداه، أحد أبرز الوجوه السياسية الحديثة، سياسي ومحام وأبرز أعلام مدينة بوتلميت، ناضل من أجل استقلال موريتانيا، فتقلد منصب أول رئيس الجمهورية.
ولد المختار ولد داداه رحمه الله سنة 1924م في بوتلميت - وتوفي يوم 14 أكتوبر 2003 في باريس، ونقل إلى بتلميت حيث دفن بالبعلاتية.
والقائد الكبير صاحب النبل والأنفة: أحمد ولد منيه الذي تقلد وظائف سامية: وزيرا للخارجية والتعاون 1981م ـ 1987م، قائدا لأركان الجيش الوطني 1987م ـ 1991م، وزيرا للداخلية و البريد و المواصلات 1991م ـ 1992م، وزيرا للدفاع الوطني 1992م ـ 1995م، وزيرا أمينا عاما لرئاسة الجمهورية 1995م ـ 1998م، توفي يوم الجمعة الموافق 16 أكتوبر 1998م. رحمه الله. 
والطبيب الشهير مَن اتصف بالحلم والحكمة والصدق والأمانة والورع والرزانة: سيدي محمد ولد وديه رحمه الله.
وغيرهم من الأعلام، والنبلاء، والفضلاء، ولو أردنا أن ندون في هذه العجالة مآثرهم وأخبارهم، لكان للبحث فيهم مجال أوسع، وللزم ذلك المجلدات الضخام، ولكن هذه الآثار التي قدمتها عنهم تدل على ‌علو ‌كعبهم، ورسوخ قدمهم.وقد ورث أولاد انتشايت المعالي كابرا عن كابر، ونبغ من بينهم وزراء ودبلوماسيون، ومهندسون، وقادة أفذاذ، وأطباء، ودكاترة، وأساتذة، لهم الكفاءات العليا، والمهارات الكبرى، وشخصيات مرموقة حازت أكبر الشهادات العلمية، وتقلدت مناصب سامية، كما ساهموا جميعا في الحياة العامة، وأثْروا الحياة الثقافية والاجتماعية بمعارفهم العلمية، وجهودهم الخيرة، ومهاراتهم الفائقة:
قوم ترى أقدارهم فِي الورى *** بِالْعلمِ تسمو رُتْبَة الْكَوْكَب
تشرق مِنْهُم فِي سَمَاء الْعلَا *** نُجُوم سعد قطّ لم تغرب.

تتمة منشور ( أولاد انتشايت ):
ذكر ما لا يمكن تركه:
ومن قممهم الشامخة، ونجومهم الزاهرة:
-  شيخنا بن داداه بن محمد مختار كان بطلا شجاعا، جريئا، جوادا، سخيا، وذا ‌وقار وسمت وصيانة، ونزاهة نفس، وكريم خليقة، وصحة نية، وسلامة باطن، إلى عفاف وحياء ودين، وكان الشيخ سيدي باب يستشيره ويؤثر كلامه كما كان موضع النصح له والأمانة على سره، 
وكان الشيخ سيدي باب يعده للمهمات الصعبة، وله قصة طويلة في وفادة الشيخ سيدي باب له هو ومحمد سيديا بن محمد المصطفى إلى الشيخ أحمد بنب في السنغال، ولما وصلا وأكرم وفادتهما لم يبرحا حتى عادا ومعهما الشيخ أحمدو بنب، وإلى شيخنا يعود الفضل في كل ما ترتب على ذلك من منافع عامة وخاصة.
وكان شيخنا رحمه الله قد تزوج مريم محجوبة بنت الشيخ سيدي باب، كما تزوج بعد وفاتها ميمون بنت الشيخ سيدي المختار(اباه)، وتوفي رحمه الله ولم يعقب.
- محمدن بن داداه بن محمد مختار عرف بالسياسة، والنزاهة، والنبل، والحزم، والعزم، والسعي في المصالح العامة، سمحا جوادا، تميز بحسن فراسته، ومعرفته لدقائق الأمور ، تزوج حفصة بنت الشيخ سيدي باب، وهو والد الأب المؤسس لموريتانيا الرئيس المختار ولد داداه رحمهم الله جميعا.
- المختار بن داداه بن محمد مختار كان فاضلا شجاعا مهيبا عالي الهمة يملأ العين، مع دماثة أخلاق، كان الشيخ سيدي باب يقربه ويدنيه ويأخذ برأيه، تزوج عيشة بنت الشيخ سيدي المختار(اباه) رحمهم الله تعالى.
- محمد حرمه بن داداه بن محمد مختار كان غزير الفضل، شهما، ميمون النقيبة، ذا بصيرة ثاقبة، وحكمة بالغة، كانت رؤيته للأمور موفقة، وكان الشيخ سيدي باب يعتمد على آرائه واقتراحاته، تزوج ذات الدين بنت البشير رحمه الله تعالى.
- مولود بن داداه بن محمد مختار اشتغل بالعلم، وعرف بالحفظ والفهم الصائب، والإتقان الوافر، مع المعرفة بالله تعالى، والورع، والاعتناء بالتقييد والمطالعة، والإقبال على ما يقربه إلى الله زلفى، تزوج خديجة (آدية) بنت الشيخ سيدي باب رحمهم الله تعالى.
- الطالب بن المختار بن الهيبه اشتغل بالعلم من صباه، فدرس في محظرة أهل الشيخ القاضي على يد الشيخ المصطف ولازمه حتى تصدر على يده، ولما علم بقدوم الشيخ سيدي الكبير ترك المحظرة وانقطع إلى الشيخ بقلبه وقالبه، ولازمه وصحبه مدة حياته، وكان الشيخ يحبه حبا مفرطا، كان الطالب رحمه الله مِن ارتفاع القدر، واتساع الصّدر، ونبل الهمّة، وفيض الكفّ، على ما هو مذكور مشهور، وكان فهما عالما حاذقا، ‌غاية في الأدب والمحبة لأهله، والإقبال عليهم، والاحسان إليهم. 
أما أبناء الطالب فهم: سيديا، وحمود، والمختار:‌
فكل ‌منهم نجم مضئ *** وطلعة وجهه بدر تمام.
 انفرد كل منهم بمزايا حميدة، وخصائل كريمة، فسيديا بن الطالب لازم الشيخ سيدي الكبير، وكان شريك البطل الهمام محمد بن عبد الفتاح في كل الوقائع والأحداث، ويعد من المشهورين بالبسالة والنخوة والنجدة.
أما أخواه: حمود والمختار فقد تميزا بالورع والتقى، والخير والسداد، وحسن طريقة، واستقامة سيرة.
وكذلك عقبهم فقد كانوا جلة نبلاء، ومن أسرة خير وفضل وعلم وصلاح.
- محمدو بن المختار بن الهيبه كان من الصلحاء الأخيار، والفضلاء الأبرار، ناسكا ورعا زاهدا، من بيت علم وشرف، مرزوق القبول، مليح الشمائل، من حسنات عصره:
زكت شرفا أعراقه وأصوله *** وطابت لنا منه الفضائل والفعل.
أما ابنه المصطفى فقد حل محلا رفيعا، ومسندا منيعا، كثير الديانة، مقبلا على الأخرى، معتنيا بما يقربه من مولاه، راضيا بما قسم له، يحب الناس ويحبونه.
ومن أبناء المصطفى: أحمد، و(ديح) الشيخ سيدى، والشيخ، وسيد أحمد  (باهداه)، كل منهم سيرته حميدة، وأفعاله مرضية، وطريقته قويمة. رحمهم الله تعالى جميعا.
رحم الله السلف وبارك في الخلف.

وكتب إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي