لما استقر الأمر للفرنسيين في المنكب البرزخي (بلاد البيظان)كما سماها بابه وتعامل الشيخ مع الوافدين الفرنسين باعتبارهم شرا لامحيد عنه للقضاء على (السيبة) والفتن والحروب بين القبائل ،ولتوفير الأمن المفقود لعل أن يُبعث حلم الدولة الشنقيطية التي طالما حلمت به النخبة الصحراوية لإسترجاع مكانة المرابطين ، طلب منه الفرنسيون تأليف كتاب في تاريخ قبائل المنطقة باعتباره من أهم المراجع العلمية في البلد ، فاهتم بالموضوع ، مع ملا حظة التقسيم السائد في المنكب البرزخي:(عرب- زوايا- شرفاء- ثم أتباع الجميع) ، ومن بين قبائل الزوايا من يتكلم الى جانب (الحسانية) (الصنهاجية) أو ما يعرف باكلام ازناكه،وشاع الأمر في بعض القبائل التي أرسل اليها بابه طالبا منها سلسلتها النسبية.ومن بين القبائل التي أرسل اليها الطلب قبيلة الحسنيين ، فكتب شاعرهم آن ذاك محمد فال بن عينينا المتوفى1356هجرية قصيدة أنشدها بين يدي الشيخ سيديا بابه مادحا له ومبينا نسب قبيلته نقتطف منها هذه الأبيات ومن أولها:

-يامن حوى ماحوته الكتب اجمعُها** وصار يطلب مالم تحوه الكتبُ

-باب المعالي من افترّ الزمانُ به ** بعد الخليفة عن ثغرٍ لهُ شنبُ

- قوم إذاسالموا فالناس سالمةٌ ** ويختشى غضبُ المولى اذاغضبو

-ما منهم غير ذي جود ومكرمة *** وما المكارم الا الجود والأدب

 الى أن يقول:

-لما بحثت عن الأنساب مختبرا *** خاض الخلائق في الأنسابِ واضطربو

-من مدّعٍ شرفا من غير بيّنَةٍ***وما لدعواه الا المينُ والكذب

-وجاهلٍ يدعي في الصالحين أبًا***وهوّ ليس له في الصالحين أبُ

-والحق أن الورى في القطر أجمعه*** أنسابُهُمْ ذهبتْ إذ أهلها ذهبو

-لم يبق الا روايات يقَلِّدُها ***بعضٌ وبعضٌ لذا التقليد مجتنب * 

الى أن يقول:

- إنا بني حسن دلّت فصاحتنا *** أنا الى العرب الأقْحَاحِ نَنْتَسِبُ

-إن لم تقم بينات أننا عرب ***ففي اللسان بيان أننا عرب

-فانظر الى ما لنا من كل قافية***لها تذم شذور الزبرج القشب

-فالطفل نفطمه قس ابن ساعدة***منقحا دررا أصدافها ذهب

- لاسيما أننا أبناء فاطمة ٍ *** بنت الرسول الذي نيلت به القرب

-ننمى اليه ولم نعلم لذا غيرا***ولم يزل عندنا في الكتب منتسب

-ولم يزل خلفٌ يرويهِ عن سلفٍ***وبالتواتر قدما يثبت النسب

- ها إن ذا نسبٌ فاقنعْ به نسبًا*** لدى بني حسن أيّانَ ما انتسبو

*فقال الشيخ بابه رحمه الله عليه اقتنعت - اقتنعت!!فكررها* وبعد القصيدة اكتفى الشيخ بتأليف كتابه القيم (امارتا ادوعيش ومشظوف)،واعتذر للحاكم الفرنسي : أن هذا ما استطاع عمله .              

 *والسلام عليكم 

سيد محمد حيلاجي