شذرات من تاريخهم:
قال الشاعر الكبير والأديب النحرير والعلامة الشهير: سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي العلوي المعروف بابن رازݣه ( ت 1244ه / 1731م) يرثي الأمير أعمر آگجَيِّل (بهمزة مفتوحة وألف وكـاف مـعـقـودة ساكنة و ياء مكسورة مشددة) بن هدي بن أحمد من دمان وأمه الدبيه بنت نغماش، وهو ثالث أمراء الترارزة وكان قد اشتهر بالعدل، قتل عام 1114هـ / 1702م، وهو يسقي إبله عند آگليل (موقع من تارد شمال انواكشوط).
قال ابن رازݣه:
هو الموت عضب لا تخون مضاربه *** وحوضٌ زعاقٌ كلُّ من عاش شاربُه
وما الناسُ إلا واردوه فسابقٌ *** إليه ومـسـبـوق تـخِـبُّ نـجـائبه
ومنـها:
تضعضعتِ الدنيا فسَلمى رأيتُه *** لفقد ابـن هـدِّي هٌدَّ بالهَمِّ جانبُه
فصاحِب عَلِيّ الصبرَ فيه وآخِه *** فمحمودةٌ عُقبى مَنِ الصبرُ صاحبُه
ومنهـا:
هو الفاعلُ الخيراتِ قُدٍّرَ حذفُه *** فثق بـوجـوب الرفع إنك نائبه
تبارَيتُما بَدرَين في أفق العلى *** وقد سـرَّ بـادِيـهِ وأحزنَ غائبُه
وما قلدوكَ الأمرَ إلاتيقنًا *** لإدراككَ الأمرَ الذي أنت طالبه
فقُم راشـدا واقصِد عدوَّك واثقا *** بفتحِكَه إذ هَمُّ خوفِكَ ناصِبُه
فيُؤيدُك الله الذي هو باسطٌ *** يديك فمغلوبٌ به من تُغَلبُه
فلا يثنِكَ الحسادُ عما تشاؤه *** فلن يمنعَ الحسادُ ما الله واهبُه.
ثم تولى بـعـد أعـمر آݣجيل أخوه اعل شنظوره ووقعت بينه وبين البراكنة حروب عظيمة، فسار هو وصاحبه سيدي عبد الله بين محـمـد بـن الـقـاضـي الـعـلـوي المعروف بابن رازگه إلى سلطان المغرب مولاي إسماعيل وأتيا بالمحلة المشهورة ( وهي المدد العسكري ) من جهة محمد العالم ابن مولاي إسماعيل.
قيل إنه أعطاه عطاء جزلا وقال له: اذا جمعت ما أعطيتك في بيت واحد أعطيتك مثله، فقال في قصيدة يمدحه بها أولها:
دعِ العيسَ والبيداء تذرعُها شطحا *** وسِمها بـُحورَ الآل تسبحُها سَبحَا
فأعطيتني الأعيان والعِين والكِسا *** وبيضَ الظبا والخيلَ والنوقَ والطَّلحا.
ومحمد العالم هذا كان أميرا في البلاد التي تلي هذه الـبـلاد مـن بـلاد الغرب، قيل انه سأل ابن رازگه عن خير من يعرف من الناس فقال أما في بلاد القبلة فمينَّحنا يعني ابن مودي مالك ( شيخ ابن رازگه ومحمد اليدالي )، وأما في الغرب فالحراق ( فقيه من فقهاء المغرب ).
فقال له محمد العالم:
فدع عـنـك حـرَّاقـا ومـينَحنَا بعدهُ *** فأنت جميعُ الناس في شخصٍ مُفردِ.
وأتاه مرة فقال محمد العالم:
جاء الحبيب الذي أهواه من بُعدٍ *** والشمسُ في وجهه قد أثَّرت أثرا
فقلت يا عجبًا للشمس في قمرٍ *** والشمسُ لا ينبغي أن تُدركَ القمرا.
وكان سيدي عبدالله المعروف بابن رازݣه شاعرا متمكنا وأديبا بارعا حاذقا، له اليد الطولى في علوم اللغة العربية وفنونها، اعتُمِد عليه في زمانه في الكثير من المهمات الصعبة، حاز المنزلة الرفيعة عند أمراء الترارزة، وخاصة أعمر آݣجيل واعل شنظوره.
رحم الله الجميع.
وكتب إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي