الشيخ سيدي باب لم يكن متطرفا ولا وهابيا ... ولم يكن متشددا ولا مغاليا:

هو ‌قدوة ‌العلماء والمحققين، كمال الملّة والدين، ركن الشَّرِيعَة، مجدد السّنة، ‌محيي الملة، قدوة ‌الْعلمَاء، وأسوة الْفُضَلَاء، وأوحد الحكماء، علامة زمانه، وواحد أوانه، ‌موضح الدلائل، ومميز الحق من الباطل، العالم العامل حقا، ناصر السنة صدقا.‌

سلك ‌سبيل آبائه في طرق الآداب، واهتدى بهم في التولج إلى الفضائل، لم يحدث قطيعة بينه وبين سلفه، بل كان امتدادا لهم، هو من أولي العقيدة الصحيحة النقية، قد جربت منه دعوات مجابة، وحفظت ‌له ‌كرامات ظاهرة، يطول القول في تعدادها، يتداولها الناس.

كان محبا ‌لأهل ‌الْفضل، مقربا لهم، محسنا إِليهم، مؤلفاً لَهُم، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل. 

حسن العقيدة فِي الأولياء وَالصَّالِحِين، محبا لهم، لا ينكر شيئا من الكرامات ولا المكاشفات، عَظِيم الرأفة بالفقراء وَالْمَسَاكِين، مَعَ الْوَرع التَّام، والإقبال على الطَّاعَة، وَكَثْرَة الْعِبَادَة، والسلوك على ‌نهج ‌السّلف ‌الصَّالح، ربَّى ونصح وأرشد ووجه، ولَا يُرى فِي أَكثر الْأَوْقَات إِلَّا مَشْغُولًا بمطالعة، أَو كِتَابَة، أو تحقيق، أو سعي في المصالح العامة.

وسع الكل، واتسع صدره للجميع، في حوشه وخيمته الناس سواسية الصغير والكبير، الأبيض والأسود، العربي والعجمي. الوسطية منهجه، الرفق سبيله، والانفتاح فكره.كان يحاور، ويناقش، ويشاور، ويتبادل الآراء مع الغير. جالس العامة والخاصة، والمسلم وغير المسلم.

لا يمكن أبدا حصر الشيخ سيدي باب رحمه الله في زاوية ضيقة، وتصنيفه من منظور حركي فكري بتاتا.

وما يهدف إليه البعض من تلك الأمور حسب الأهواء، فإنما هو ظلم وحيف وتجن عليه، وإساءة في حقه.


وكتب إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي