هو الشيخ سيدي الكبير الإمام العلَّامة، البحر الفهّامة، الباهر الماهر، البارع الفارع، اللبيب الأريب، النجيب الأديب، النَّقي التَّقي، الجليل الأصيل، الملحوظ بعين العناية، المحظوظ مِنَ الفهم والدراية، المحفوظ مِنْ ربّه بالوقاية، آية الزمان، وقرَّة عين الإيمان، تاج الأولياء، إمام الأتقياء، وفخر الفقهاء، شرف العلماء، أوحد الفضلاء، إليه انتهت الزعامة، وبه كملت السيادة، صاحب النَّظم الرائق، والنَّثْر الفائق، كمال الدين، ملجأ وملاذ الملهوفين والمستضعفين والخائفين، وسند المظلومين والمضطهدين
الشهم مولانا الهمام ومن له *** في كل علم يقتفيه أياد
من قد رقى رتب المعالي سيدا *** فكسا الفخار برود مجد وداد
در البلاغة من جواهر لفظه *** يزري بعقد فصاحة لإياد
يقول العلامة أحمد بن الأمين الشّنْقِيطي في كتابه الوسيط: (...هو العلم الذي رفع على أهل قطره، واستظل به أهل دهره، وماذا أقول في رجل اتفق على أنه لم يظهر مثله في تلك البلاد، وقد رأينا من أحفاده ما يرفع العناد، إذ من المعلوم انهم قاصرون عن مداه، أو لم يجاوزوه إلى ما وراه...).ويقول العلامة محمد فال بن بابه بن أحمد بيبه العلوي في كتابه التكملة:( ... وحين جاء الشيخ سـيـديا أدرك شيخه حرمه بن عبد الجليل العلوي الشنقيطي سالما ففرح به، وكان لا يأذن للناس في الدخـول عـلـيـه فقال من أحب أن يأتي اليوم فليأت، فالحظيرة خرقها سيديا ...). وسرعان ما اتفق الشعراء الفطاحلة على تسمية الشيخ سيدي بلقب الكمال:
يقول الشاعر محمدو بن محمدي العلوي:
يا حبذا ذاك الكمال وحبذا *** جلسـاؤه مـن زائر ومقيم
ويقول الشاعر محمذن بن السالم الحسني:
وقافية بذلت الوسع فيها *** لتصلح أن تزف إلى الكمال
ويقول الشيخ محمدُّ بن حنبل الحسني:
هذا وبارك في الكمال إلهه *** وثنى عليه عواطف الرضوان
ويقول الشاعر سيدي عبد الله بن أحمد دام الحسني:
ناجيت فكري وقد أمعنت من نظري *** ثم استمر بي الرأي الذي اكتسبه
أن يممت شرف الدين الكمال بنا *** علياء تعتسف الآكام والهضبه
وكقول القائل:
أمولائي كَمَال الدّين يَا من *** بِلَا بدع رقى رتب الْمَعَالِي
وحقك من فراقك زَاد نقصي *** لِأَنِّي قد حجبت عَن الكمالي
رَحل فِي طلب الْعلم، وجال فِي الْآفَاق، وَطَاف فِي المحاظر النائية، وتعلم الكثير، وجمع الوفير، وحصل من المعقول والمنقول بغية أربه، وصل في العلم الغاية القصوى، وبلغ فيه شأوًا فاق فيه شيوخه.والمتتبع لحياته العلمية وحدها ـــ رحمه الله ــ يجد نفسه أمام ما يقارب خمسين سنة من الترحال والسعي وراء العلم، حتى قال بعضهم: مَا أَظن أحدا بعد الشيخ سيدي رَحل مثل رحلته، وَجمع مثل جمعه.
بقدر الكد تكتسب المعالي *** ومن رام العلا سهر الليالي
صنف التصانيف الحسنة الغزيرة الفائدة، والنقل والرسائل المتنوعة المضامين.
يقول الشيخ محمدو بن حنبل الحسني واصفا همة الشيخ سيدي الكبير وعزيمته وصبره على تحصيل وطلب العلم:
لما رأى أن المعاليَ صعبةٌ *** لا تستقيدُ إلى الضعيف الواني
بَسْلٌ على من لا يجـشـمُ نفسَه ***جمرَ الغَضَى وعـوالـيَ الـمـرَّان
نصبَ الرحالَ على رواحل همَّةٍ *** ما شيبَ دائبُ سيرِها بِتَوَان
عيسٍ أحنَّ إلى الهواجر والسُّرَى *** منها إلى الأعطـان والأوطان
يحْدُو بها حادِي الرجاءِ فترتمي *** نصًّا يدُق مناكبَ الصُّوَّان
مازال يُقحِمها المفاوزَ ماضيا *** كالعضْب يومَ تصاوُلِ الأقـران
حتى أناخَ إلى خِضَمِّ خِضْرمٍ *** رحبِ الشرائعِ واسعِ الأعطان
طامي القواربِ قاذفٍ أرجاؤه *** بالدُّرِّ والياقوتِ والمـرجـان
وقيل :
هُوَ السَّيِّد الْمولى الْمُهَذّب وَالَّذِي *** بِهِ قد زها فِي الْعلم غرب ومشرق
حَكِيم حوى كل الْعُلُوم بأسرها *** وَمَا عَنهُ بَاب للمكارم يغلق
كريم لأنواع المحامد جَامع *** وَلكنه لِلْمَالِ جودا مفرق
إِذا ذكرت أَوْصَافه فِي محافل *** فَمن طيبها نشر من الْمسك يعبق
حوى قصبات السَّبق فِي طلب الْعلَا *** وَمن رام تَشْبِيها بِهِ لَيْسَ يلْحق
لقد كانت عقيدته رحمه الله السنة الخالصة، على مذهب السلف المتمسكين بمحض القرآن والسنة، دائم التفويض والتسليم والانقياد لأمر الله سبحانه وتعالى، وصدْق اللجوء إليه، والتَّوَكّل عليه، ترى أثر ذلك في شعره ورسائله وكتاباته:
هـو اللهُ ربُّ العرشِ جـلَّ جـلالُه *** هو الأحدُ الحيُّ الذي لن يمـــوتا
هو الصمدُ المصمودُ في كل حـاجةٍ *** هو الخالق الرزاق علما وقـــوتا
تــبارك ربا دبر الأمر وحـــده *** معزا مذلاًّ محيِيًا ومُمِيــــــتا
تحـلَّى تعالى بالكمال جميــــعِه *** ولم يَحْل مِن وصْفٍ لذاك مفيــــتا.
وغيرها من استسقائياته.
أما الطريقة, فيقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الواسطية: وَمِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ: التَّصْدِيقُ بِكَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ وَمَا يُجْرِي اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنْ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ، فِي أَنْوَاعِ الْعُلُومِ وَالْمُكَاشَفَاتِ، وَأَنْوَاعِ الْقُدْرَةِ وَالتَّأْثِيرَاتِ، وَكَالْمَأْثُورِ عَنْ سَالِفِ الْأُمَمِ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ وَغَيْرِهَا، وَعَنْ صَدْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَسَائِرِ قُرُونِ الْأُمَّةِ، وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. انتهى.
وقال الطحاوي رحمه الله في "عقيدته" (ص84): " ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم " انتهى .
ويقول الإمام الشعراني المتوفي 973هـ في كتابه: الطبقات الكبرى:
مقدمة في بيان: أن طريق القوم مشيدة بالكتاب والسنة، وأنها مبنية على سلوك أخلاق الأنبياء والأصفياء، وبيان أنها لا تكون مذمومة، إلا إن خالفت صریح القرآن أو السنة أو الإجماع لا غير، وأما إذا لم تخالف، فغاية الكلام أنه فهم أوتيه رجل مسلم فمن شاء فليعمل به، ومن شاء ترکه، ونظير الفهم في ذلك الأفعال وما بقي باب للإنكار، إلا سوء الظن بهم وحملهم على الرياء ، و ذلك لا يجوز شرعا... إلى أن يقول:ثم اعلم يا أخي رحمك الله أن علم التصوف، عبارة عن علم انقدح في قلوب الأولياء حين استنارت بالعمل بالكتاب والسنة، فكل من عمل بهما انقدح له من ذلك علوم، وأدب، وأسرار، وحقائق تعجز الألسن عنها، نظير ما انقدح لعلماء الشريعة من الأحكام، حين عملوا بما علموه من أحكامها. فالتصوف إنما هو زبدة عمل العبد بأحكام الشريعة، إذا خلا عمله من العلل وحظوظ النفس، كما أنعلم المعاني والبيان زبدة علم النحو، فمن جعل علم التصوف علما مستقلا صدق، ومنجعله من عين أحكام الشريعة صدق، كما أنه من جعل علم المعاني والبيان علما مستقلا،فقد صدق، ومن جعله من جملة علم النحو فقد صدق، لكنه لا يشرف على ذوق أن علمالتصوف تفرع من عين الشريعة، إلا من تبحر في علم الشريعة حتى بلغ إلى الغاية...وإيضاح ذلك أنهم كلهم عدول في الشرع، اختارهم الله عز وجل لدينه، فمن دقق النظر علم أنه لا يخرج شيء من علوم أهل الله تعالى عن الشريعة، وكيف تخرج علومهم عن الشريعة، والشريعة هي أوصلتهم إلى الله عز وجل في كل لحظة، ولكن أصل استغراب من لا له إلمام بأهل الطريق أن علم التصوف من عين الشريعة، كونه لم يتبحر في علم الشريعة.ولذلك قال الجنيد رحمه الله تعالى: علمنا هذا مشيد بالكتاب والسنة ردا على من توهم خروجه عنهما في ذلك الزمان، أو غيره.قلت: وسمعت شيخي ومولاي أبا يحيى زكريا الأنصاري شيخ الإسلام قاضي القضاة يقول: إذا لميكن للفقيه علم بأحوال القوم، واصطلاحاتهم، فهو فقيه جاف وكنت أسمعه يقول كثيرا الاعتقاد صبغة، والانتقاد حرمان. انتهى من كتاب الطبقات الكبرى.
إن كتاب الطي والنشر في الرد على المسائل العشر يمثل إسهام الشيخ سيدي الكبير في حل أزمة التوتر والحساسية المفرطة بين فقهاء لا يلقون بالا للمقامات الصوفية، وبين متصوفة لا يعبئون إلا بما تفيض به الحدوس الإشراقية من حقائق وذوقيات. الكتاب من أوله إلى آخره جهد في سبيل تحقيق هدف واحد هو توارد الحقيقة الصوفية والأمر الشرعي على مورد واحد، وهذا ما يدخله في صلب التوفيقـات العربية الإسلامية.
يقول الشيخ سيدي في المنحى الأول حول تأثير الأولياء: ( " لكنه غير مطلق، بل هو مقيد بفعل المشيئة والقدرة من الله تعالى بإجرائه وإيقاعه على يدي من يقع على يديه منهم. ومن وقع على يديه ذلك جاز أن يضاف إليه بحسب كسبه، مراعاة لظاهر الشريعة وجب مع ذلك اعتقاد كونه من فعل الله عملا بنفس الحقيقة. ويقول في تمييز أهل السنة عن الجبرية والقدرية (المعتزلة):" كل مذهب يخالف مذهب أهل السنة فهو باطل، ومن ثم كان مذهب الجبرية وهو إنكار القدرة الحادثة باطلا لما فيه من جحد الضرورة وإبطال محل التكيف وأمارة الثواب والعقاب، وكذلك مذهب القدرية، مجوس هذه الأمة، وهو كون العبد يقترح أفعاله على وفق مشيئته بالقدرة التي خلق الله تعالى له.
ويقول في الاستدراك على متأخرة الأشاعرة (إمام الحرمين الجويني والباقلاني والفخر الرازي...) : " وما نسب لإمام الحرمين والقاضي والأستاذ رضي الله عنهم من كون القدرة الحادثة، تؤثر في وجود الفعل على أقدار قدرها الباري عند الأول ومن كونها تؤثر في الحال عند الآخرين يتعين على من سمعه من المسلمين أن ينزههم عنه لكونهم أئمة الدين المهتدون الهادون, قلت وإذا قال هذا في مقالة القاضي والأستاذ مع خفتهما بالنسبة إلى ما نقل عن الإمام مما لا يرضى أن يقولها من هو أدنى منه علما ودينا بمراتب كثيرة، وقد ابتلينا بأقوال باطلة تنسب لأئمة السنة والله تعالى يعلم هل صدرت منهم أم لا. ), انتهى من كتاب الطي والنشر لمؤلفه الشيخ سيدي الكبير.
أما الشيخ سيدي باب فقد نشأ في عفة وصيانة، وتبوأ ذروة طهارة وديانة، وصعد من هضبة التقى على أعلى مكانة، لم تعرف له قط صبوة، ولا حلت له إلى غير الطاعة حبوة، وصرف همته العلية، وفكرته الوقادة الزكية، لانتحال فنون العلم، وفتح مختومها، فملك أعنتها، وقاد أزمتها، وأوضح أشكالها، وحل أقفالها، فهو وحيد الأوان، وعلامة الزمان، والمشار إليه بالبنان والبيان، لا تأخذه في اللَّه لومة لائم، إلى نزاهة عن الدنيا، وهمة نيطت بالثريا.يعتبر خريج مدرسة والديه، حيث تربى في كنف جده الشيخ سيدي الكبير، الذي أولاه العناية الكاملة، وأشمله بالرعاية التامة، ولقنه من معارفه ما استطاع، ولما توفي الجد والأب تركا له مكتبة كبرى زاخرة بأنواع العلوم وشتى المعارف، فعكف عليها الشيخ باب دراسة وقراءة حتى ارتوى، كما أخذ العلم عن تلامذة جده وأبيه الذين وقفوا معه المواقف كلها، وكانوا معه في السراء والضراء، والمكره والمنشط، وغيرهم من العلماء والمقرئين الأجلاء.
إن الشيخ سيدي باب لم يحد عن نهج والديه وسلفه قيد أنملة، ولم يخرج عنهما، ولم يدرهما ظهره، فهو امتداد لمدرستهما العلمية والمعرفية والأخلاقية والاجتماعية، حيث واصل مسيرتهما، وسلك سبيلهما، وقد رأينا كتب جده الكثيرة التي كتب على هوامشها تعليقات تنبئ أن الرجل كان شديد الحرص على التمسك بما كان عليه سلفه، وأنى له أن يضاهي جده، أو يبلغ ما بلغه، فما الحفيد مع علو كعبه وسعة علمه وطول باعه في الفهم والإتقان إلا حسنة من حسنات جده, وواحدة من فعلاته, لم يصل إلى ما وصل إليه, كما يقول صاحب الوسيط عن الشيخ سيدي الكبير: ( ... وقد رأينا من أحفاده ما يرفع العناد، إذ من المعلوم انهم قاصرون عن مداه، أو لم يجاوزوه إلى ما وراه...).
وكان الشيخ باب نفسه يقر بذلك ويعترف لوالديه بالفضل والسبق وغزارة العلم.
لكن الظروف التي أحاطت بالحفيد، وانتشار بعض مظاهر البدع والمسلكيات الخاطئة في زمانه، أملت عليه التصدي لها، والوقوف في وجهها، والسعي إلى محاربتها، والدعوة إلى التمسك بالوحيين، والرجوع إليهما في كل شيء، والسير على نهج السلف الصالح من هذه الأمة.لم يقصد الشيخ سيدي باب بدعوته هذه التبرؤ من والديه ومقاطعة ما كانا عليه، بل تمسك بمنهجهما وواصل مسيرتهما، وكثيرا ما كان يشيد بجده ويدعو له.
الوثائق والمخطوطات التي بين أيدينا تؤكد ما ذهبنا إليه.
وأما ما ذكره العلامة محدث زمانه محمد بن أبي مدين رحمه الله في نزهة الراني في ترجمة الشيخ سيدي الثاني بقوله: فلما ناهز العشرين من عمره تاقت نفسه إلى معرفة الحق من منبعه...) فإنه يعني أن الشيخ سيدي باب لما بلغ العشرين وتمكن من تحصيل العلوم وشتى المعارف والآداب, جلس للناس بحكم جاهه ومكانته, وباشر الأمور بنفسه, وجد أمامه بدعا منتشرة عمت بها البلوى, وتأويلات واجتهادات ومفاهيم خاطئة تطاير شررها, فشاء الله بإرادته أن يتصدى لها وتتوق نفسه إلى معرفة الحق من الباطل والصواب من الخطأ والطيب من الخبيث من كل ذلك, وذلك بالعودة إلى المنبع الصحيح: الكتاب والسنة لاستنباط الأحكام والأدلة لمواجهة تلك العادات والأفكار المنحرفة, فدعا إلى محاربة ونبذ تلك المسلكيات والمعتقدات, والعودة بالناس إلى التمسك بالكتاب والسنة..)اهـ.
لم يقصد العلامة المحدث محمد بن أبي مدين إذن أن الشيخ سيدي باب لم يكن على حق إلا حينما بلغ العشرين من عمره, ولم يقصد أيضا بأن من كانوا قبله كانوا على ضلالة, حاشاه فجده الشيخ أحمدو بن سليمان خريج مدرسة الشيخ سيدي الكبير وكاتبه ومستشاره، هو من هو وفاء ومحبة للشيخ باب وأخيه, فبعد وفاة الشيخ سيدي الكبير وابنه الشيخ سيدي محمد، وحرصا منه على الوفاء بعهده ترك الشيخ أحمدو أهله وذويه وزاويته ومكث معهما مدة طويلة مع الإشراف على تربيتهما والدفاع عنهما والوقوف معهما المواقف كلها.
لكن من يأتي بعد ذلك ويأخذ هذه الأقوال ويقحمها في غير محلها ويوردها لمآرب أخرىو فلأولئك نقول إن الشيخ سيدي باب وُلد في الحقيقة، وارتضع الحقيقة، ونشأ مع الحقيقة، وتعلم الحقيقة، وعمل بالحقيقة, ومات على الحقيقة.
لما ذا التقول على الرجل ما لم يقل؟ ولما ذا تصنيفه؟ ولما ذا محاولة إحداث قطيعة بينه وبين سلفه، وفصله عنهم؟ لماذا اتخاذه من طرف جهات مصنفة معولا لمواجهة الصوفية وغيرها ؟ هيهات أن تصدر هذه المعارف الغزيرة، والأخلاق الرفيعة، واللطائف الأدبية عمن يكون غذاؤه في الفيافي والعساقل!، لا بل تلك نتائج علم وأفكار من ارتضع ثدي علوم الأوائل، ونشأ في حجر الأفاضل، وهيهات أن يتحقق لأولئك ما يسعون ويهدفون إليه. وكتب إسحاق بن موسى بن الشيخ سيدي